أدب وفن

حِداءٌ من كتابِ: (ألطفُ الطّرائفِ، وأطرفُ اللّطائفِ) لـِ: د . حسن عليّ شرارة


حِداءٌ من كتابِ: (ألطفُ الطّرائفِ، وأطرفُ اللّطائفِ) لـِ: د. حسن عليّ شرارة


يرى العامليّون أنّ الفقيدَ لا يأخذُ حقّهُ إلّا إذا رثاهُ الشّعراءُ بما يليقُ بهِ، وفي جنازةِ العلّامةِ السيّد مُحسن الأمين؛ التفتَ أحدُهم إلى الشّاعرِ الحاج محمود الزّين، وقالَ لهُ: ماذا دهاكَ؟ أسمعْنا ما يليقُ بمقامِ السيّدِ:
فراحَ الشّاعرُ الزّينُ يحدي ويندبُ:
ماتْ منْ كانِ بيمينو

بحرْ يِروي القاصدينو

حاملِ اسـرارِ النـبوّه

كـيـفْ فيكنْ حاملينو؟


فلاقتِ الردّةُ استحسانَ كلّ منْ كانَ في الجنازةِ.
ومرّة تُوفيَ حطّابٌ في قريةٍ نائيةٍ، فسمعَ أحدُ الشّعراءِ أهلَ القريّةِ يندبونَ الفقيدَ بالردّةِ السّابقةِ، فسألَهم: ما عملُ الفقيدِ؟ فقالوا لهُ: كانَ يعملُ في المشاحرِ. فقالَ لهم: إذًا ردّدوا:
ماتْ والبَلـطة بيـميـنو

عالعذابْ الله يعينو

اعتادْ عا نارِ المشاحـرْ

بي جهـنّمْ ناطـرينو


ومرّةً طُلب منه أن يندبَ فقيدًا لا حولَ لهُ، ولا طولَ، فقالَ:
ماتْ الله لا يردّو

هيك غرابِ البينْ بدّو

يا أهالي عين شنّا

عـالمـشـحرْ لا تِحدّو


ومرّةً طُلب منهُ أن يندبَ راحلًا ُيدعى (بوكلوفيس)، فسألَهم: ماذا كانَ يعملُ؟ فأجابوا: كانَ سكّيرًا، وكثيرَ الخلافِ معَ زوجتِهِ، فقالَ: إذًا ردّدوا:
بو كلوفيس من العزايزْ

كان لمرتو مطايزْ

كان يسكرْ كان يشربْ

كلّ ليلة تمانْ قزايزْ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى