أدب وفن

من أسرارالمقاوم العاشق/ العلامة الشاعر حسين أحمد شحادة

من أسرار
المقاوم العاشق
—-
1/
يطلب القرب
في سجود الصلاة
ولو كان ثمة ما يرجوه من الدنيا
لأشار بدمع عينيه
إلى السماء
2/
يقول له الصوت الجميل
أهذا أنت
فلا ينسى أن ينحني
على قدميها
ليقطف من راحتيها
زهرة الرضا
وبسألها الدعاء
3/
وحين يدني وجنتيه
من ماء الوضوء
يعود إليه الصوت ثانية
وتحطّ على كتفيه الطيور
فيبتسم
4/
ويمشي هادئاً كالنهر
حين يجري بين البيوت
ويرفع التحايا للصغار
وعلى جبينه هيبة العشق
التي أضاءت سرو الأعالي
وتجذرت في الوديان
وفِي الجبال
وصارت أعظم ما تكون منها
حين تئزّ الريح في وجه الصخور
5/
وهنالك في غلس الليل
يفتح كلتا يديه
بدعاء ضارع للقرى
ويسميها بأسماء شقيقاته
ولربما أبصرته في ذكرياتها
ينهض من سلام لها في الحنين
وسلام لها حتى مطلع الفجر
6/
وسنام الأمر
إذا تلقى من السرّ أمره
هبّ مثل هبوب الأوصاف
إلى أسمائها
وشدّ قبضته على الزناد
ولَم أر في عرينه
أشدّ قوة من ساعديه
حين يشدّ على الزناد
7/
وعند كاشفة الفتن
يتأبط أسم الله
ويرسل الإسم العظيم
إلى حيث يشاء
فإذا ألقى العدو حباله وعصيّه
وجدته يلقي ما في يمينه
ويلقفها
واحدة واحدة
8/
فإذا عاد
بغيم الصبح
وراح يرتب رايته
كمثل لون الشمس
والتفّ حوله الأصحاب
ولَم ينتبه إليه احد
شغله الصمت
بروح سرى الى الحبّ
ونفس ذائبة من الخشوع
وأصغى للصوت ذاته
ولا ترتيل في فمه
إلا سبحان الله
والحمدلله
والله أكبر
——-
الشيخ حسين أحمد شحادة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى