رسائل الى أمي… الرسالة السادسة: أربعون!
رسائل الى أمي…
الرسالة السادسة: أربعون!
رندلى جبور
مضى أربعون يوماً على رحيلك يا أمي… أربعون يوماً، أربعون شهراً، أربعون عاماً وما حيينا، ستبقين حاضرة معنا بكل تفاصيلك، برائحتك الحلوة، بطلّتك الملائكية، بهدوئك وحركتك!
ساكنة فينا ومعنا ولكن الاكيد أن بعد رحيلك ليس كما قبل الرحيل.
كل شيء تغيّر وحتى نظرتنا الى الحياة…
لم تعد للاشياء المعاني ذاتها…
لم تعد ليومياتنا تلك النكهة التي كان يضفيها وجودك…
ما عدنا نتوقف عند أمور كنا نتوقف عندها سابقاً…
ما عاد للغد أحلام كبيرة ولا طموح كثير…
أسباب الحزن اختلفت وطرقه أيضاً… أسباب الغضب اختلفت وأساليبه كذلك..
نحن تغيّرنا بعدما انكسر شيء فينا وكل ما حولنا تغيّر ووحده الثابت حبّنا لك!
نحبك أمي… نحبك… وفي أربعين رحيلك، ونحن نعرف أنك في السماء منذ اليوم الاول لأنك النقية، الطيبة، العطرة، معلمة القيم والمبادئ، نصلي لنا بشفاعتك!
أمي تشفعي لنا، فالعالم الذي نعيش فيه بات كثير الويلات والحزن والخوف.
أمي تشفعي لنا ولعائلتنا ولأصدقائنا ولزملائنا بل لكل البشر، لكي يوقف الله هذا الفيروس الشرير الذي خطفك منا وما زال يخطف أرواحاً كثيرة، ويبسط يمينه فوق كوننا المهترئ ليطهّره ويمسح أوجاعه المتزايدة وليزيل الرعب اليومي الذي نعيش فيه ويسكننا…
أمي، إن صوتك أقرب الى السيد المسيح فأرجوك ارفعي صوتك معنا فالوضع لم يعد يطاق…
انت صلي لنا ونحن سنظل نصلي لك، فكل يومياتنا مغمّسة بالصلاة لك، وكل لحظة شوق هي مسبحة عن روحك الطاهرة!
بحبك ميوش…
رندلى
*كاتبة و إعلامية