منتديات

رسالة رئيس “المركز الثَّقافي الإسلامي” في مُناسَبَةِ عِيدِ الأَضْحى المُبارَك

رسالة رئيس “المركز الثَّقافي الإسلامي” في مُناسَبَةِ عِيدِ الأَضْحى المُبارَك

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم

يَتَقَدَّمُ رَئِيسُ “المَركَزِ الثَّقافِيِّ الإسلامِيِّ”، الدكتور وجيه فانُوس، مَعَ أَخَواتِهِ وأُخْوانِهِ في “مَجلِسُ أُمَناءِ المَركَزِ” و”الهَيْئَةِ الإِدارِيَّةِ” فِيهِ، مِن سَماحَةِ مُفتي الجَمهُورِيَّة اللُّبْنانِيَّةِ الدكتور الشَّيْخ “عبدُ اللَّطيف دريان”؛ ومِن سائِرِ الأَخَواتِ والأُخوَةِ، أعضاءِ “المركزِ”، والنَّاشِطِين في لِجانِهِ والعامِلِين في مَكاتِبِهِ الإدارِيَّةِ والتَّنفِيذِيَّةِ، وَمِنْ مُؤَيِّدي “المَركَزِ” وداعِمِي اِهْتِماماتِهِ، مادِّيَّاً ومَعنَوِيَّاً؛ ومِن سائِرِ المُسلِمين، خاصَّةً، واللُّبنانِيين قاطِبَةً؛ بأطيَبِ الأَمانِي لِحُلُولِ عِيدِ الاضْحَى المُبارَكِ”، لِهَذهِ السَّنَةِ؛ سائِلِينَ اللهَ، سُبْحَانَهُ وتَعالى، أَنْ تَكُونَ هَذِهِ المُناسَبَةُ، فُرصَةً يَهتَدِي بِها القَيِّمُونَ عَلى شُؤونِ الوَطنِ، إلى ما فِيهِ خَيْر َالشَّعبِ؛ وتَجْتَمِعُ فِيها كَلِمَةُ أَبْناءِ الشَّعبِ، عَلى مَا فِيهِ إنْقاذٌ لَهُم مِن الشُّرُور ِالمُحِيقَةِ بِهِم، والخلاصِ مِن المَآسِي التي ما بَرِحَت تَنْزِلُ ساحاتِهِم، والخسائر التي ما انفكَّت تضربُ مؤسَّساتهم وتشلُّ اقتصادهم وتُفقِر ماليَّتهم.

إنْطِلاقاً مِن الأَجْواءِ الدِّينيَّةِ السَّامِقَةِ لِهَذِهِ المُناسَبَةِ، ومِن واقِعِ المُعاناةِ اليَوْمِيَةِ المُتعاظِمَةِ في آلامِها، نرى أنَّ عِيدُ الاَضْحى، يَطُلُّ هَذِهِ السَّنَة، واللُّبنانِيُّون ما بَرِحُوا يَتَخَبَّطونَ في وِيْلاتِ ضلَالِ جُنَاةٍ سَرَقَةٍ، يَسْحَبُونَهُم فِي دَياجِيرِ البُؤسِ السِّياسي؛ وَمُخَادِعِينَ فَجَرَةٍ، يَنْسَلُّونَ بِهِم عَمِهِينَ إِلى مَهاويِ الخَرابِ الاِقْتِصادِيِّ؛ وعُتاةٍ مُسْتَبِدِّينَ، يَنْحَدِرونَ بِهُم مَقْهُورِينَ في مَسالِكِ الذُّلِّ وَشِعابِ البُوْسِ وأَوْدِيَةِ المَهانَة.

إنَّنا، في هّذِهِ المُناسَبَةِ، ونَحنُ أَهْلُ إِيمانٍ وتَصْمِمٍ وذَويِ وَعيٍّ وصَبْرٍ، لَنا في رَسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنةٌ، لَيْسَ لَنا إلاَّ أنْ نَتَتَّعِظَ، جَمِيعاً، ونَحْنُ نَعِيشُ فُيُوضاتِ خَيْرِ مُناسَبَةِ الحَجِّ إلى بَيْتِ اللهِ الحرامِ، ذاكِرِينَ قَوْلَ رَبِّ العاَلَمينَ فِي الآيَة ِ١٤٦ مِن سُورَةِ “الأَعراف”، {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}؛ ولا نَنْنسَ، أبداً، ما يَقٌولُهُ، عَزَّ مِنْ قائِل، في الآيَةِ ٥٣ مِن سُورَةِ “الأَنْفال”، {بأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حتَّى يُغَيِّروا ما بَأَنْفُسِهِم}؛ وكَذَلِكَ ما ذَكَرَ، وَهُوَ خَيْرُ الذَاكِرينَ، في الآيَةِ ١١٢ مِن سُورَةِ “النَّحلِ،” {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.

لنُدرِكَ، جَمِيعاً، كُلٌّ في مَوْقِعِهِ وَمِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ، مُعانَاةَ كُلٍّ مِنَّا لِهَذا المَرارِ الذي نَعِيشُ؛ ولْنُؤَكِّدَ، بِإِيمانِنا الإِسلامِيِّ، الذي بِهِ نَهْتَدي ونَسْموا، بِأنَّ اللهَ، العَلِيمَ الخَبيرَ، يَقُولُ في الآيَةِ ١١ مِن سُورَةِ “الرَّعد” {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}؛ كما يَقُولُ، وَهُوَ الرَّافِعُ المُعِزُّ المُذِلُّ، والسَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدلُ، فِي الآيَةِ ٥٣ مِن سُورَةِ “الأَنْفال”، {بأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حتَّى يُغَيِّروا ما بَأَنْفُسِهِم}؛ ويؤكِّدُ، وهوَ الرَّقِيبُ الحَسِيِبُ وَالمُجِيبُ الوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ، في الآية ٣ مِنْ سُورَةِ “الطَّلاقِ”،{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.

إنَّنا، مِنْ عُمْقِ وَعْيِنا لإيمانِنا الإسلامِيِّ، ومِن إِسْتِقامَةِ صِدْقِنا الوَطَنِيِّ، ومِن مَسْؤُولِيَّةِ رِسالَتِنا الثَّقافِيَّةِ، نُؤَكِّدُ الْتِزامَنا الدَّائمَ والجَلِيَّ بِأَنَّنا نَسِيرُ، فِي شُؤُنِنِا هَذِهِ، وِفاقَ ما أَرْشَدَنا إِلَيْهِ مَالِكُ المُلْكِ، ذُو الإِجْلالِ والإِكْرامِ، في الآيةِ 29 مِن سُورَةِ “الكَهْفِ”، {قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}؛ وكمَا يُشيرُ، وَهُوَ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي، في الآيَةِ 249 مِن سُورَةِ “البَقَرَةِ”، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}؛ وَقَوْلُهُ، وهُوَ القادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ، في الآيةِ 17 مِن سُورَةِ “هُود”، {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}. صَدَقَ اللهُ العَظِيم.

رئيس المركز الثقافي الإسلامي
الدكتور وجيه فانوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى