من آيات الأخلاق في القرآن الكريم/بقلم العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة
من آيات الأخلاق في القرآن الكريم
فضيلة الاعتراف بالخطأ ليستردّ الانسان ما ضاع من عقله ودينه فلا يلتبس أمره ولا يعمى عليه وجه الحق من وجه الباطل
فكم وكم من دم سفك في الأرض بسبب تحوير الحقيقة وتشويه مضامينها الى الحدّ الذي يجعلها تغرق في حضيض الظلام
ظلام الفكر وظلام الإلسنة
فلا تقل رأيت ولَم تر وسمعت ولَم تسمع وعلمت ولَم تعلم فإنّ الله سبحانه سائلك عن ذلك كله بصريح قوله تعالى :
ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسؤولا
كذلك تقوم فلسفة العلم على رؤية الواقع كما هو ومن الهداية القرآنية أن تسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة
وللصدق قيمته العظيمة في بناء العقول وتصحيح علاقات الشعوب على قاعدة التعارف والتنمية المشتركة والحوار المنتج
بسداد القول وصدقية العمل
وللإنسان من وراء ذلك كله حرية الرأي والتعبير ولكن من دون أن تشوبها أدنى شائبة يتجاوز معها حدود المعرفة العلمية
ولهذا يحرم الحديث المنقول إفكاً وافتراءاً
وبهتانا
ألا ترى معي أنّ كثيراً من ظاهرة تحريف الكلم الرباني عن مواضعه ومقاصده في رسالات السماء بدأ بأكذوبة من الخلط بين كلام الله وكلام البشر
وتتسع أثافي الكذب وأسافينه حتى تشمل كل كبيرة وصغيرة من مظالم الناس بعضهم لبعض
وقف معي قليلاً عند كبريات التزوير وكبائر التضليل والخداع في عصرنا الراهن
فقد احتلّ الاحتلال وطناً بكامله تحت
أسطورة :أرض بلا شعب لشعب بلا أرض
وعلى هذا الزيف كانت كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق هدفاً لتدمير العراق وتجزئة قضايانا الكبرى بفصل آلام المسيحيين عن آلام المسلمين
تمهيداً لجرّ الشرق كله الى فوضى الدين وفوضى السياسة وفوضى الثقافة
وما هي من أعلاها الى أسفلها الا فوضى الظلام النازل علينا من جميع جهات الكذب وشعاراته السوداء المتخصصة
باحتلال العقول واغتيال القيم