أدب وفن

لِمَ لا نتبخر…؟!/أدب/ الكاتبة عبير حسن علّام

لمَ لا نتبخَّر خفيفَين معًا كما تتبخَّر كلُّ الحروف كلَّما حاولتُكَ كلاما؟
لمَ لا نتبخَّر خفيفَين معًا كَمِثل هذا العالم وهذا الهذر وهذا الجنون اللامعقول؟
كلُّ الأيام بنا تتشبَّه، كلُّ الفصول،
وإن كانت قصَّتنا قد عمَّدَها الصيف شغفًا ويحاول اغتيالَها الخريفُ على أعتاب الشتاء، ألم يتبقَّ سوى الربيع؟ فلنجرِّبه إذًا: براعم تُناغي منذ عروق قدميكَ حتى نهايات شَعري، حكاياتٌ تعشوشب بين أناملكَ وتأوهات النهد/ النهرِ.
أيُّ بلادٍ تجتاحك؟ أيُّ غيابٍ هذا الذي يقصي صوتك؟ فليسأل دمُكَ حفيفَ الروح في جذوع أشجار حنينك: أما تعِبَتْ من كلِّ هذا الشعر نزفا!!؟
أما سجَّلت براءةَ اختراعنا وشوشاتُ مقهانا الأثير؟
أما اتَّفقنا أن نلوذَ كلَّما اشتقنا بِلازوردنا المتعشِّق في رَجع الموج وفي الخرير؟
ألسنا من انطلقنا من فرضية الخيبة المضروبةِ باللانهائيِّ ليكون الناتج حُبًّا يتولَّد من خيبة.. فأثبتنا نظريتَنا في توالُد الحبِّ من الخيبات بعدَ توالُدِها من الحُبِّ الغرير؟
أما انطلق منَّا هذا الوثوق بقدراتِ كلِّ تلك الشقوق؟
صار يوجعني نَصُّكَ اللازورديُّ الشفيف العميق. هل يَطرحُ فيءَ الغياب بِثقله على الحروف والعيون، أيا صديق؟
إنِّي الآتيةُ من صِفر البداية بعدما أحرقتُ نارًا أحرَقَتني وانتشيتُ من رمادي. فقل لي: من أين أبدأ كي أوافي خمرة لقياك دون حُبٍّ بفرحٍ أكبر وحزنٍ طفلٍ ليس يفكِّر، ليس يكبر..؟ من أين أبدأ دربي نحو حزنٍ في عمق عينيكَ عتيق؟
نصٌّ يظلله الخزامى والدموع الحانياتُ تُكابرُ ووجعُ الطريق إلى الطريق.
فوزِّع الضوء ضريرًا كما رؤيا العابرين. إنِّي رأيتُكَ(كِ) طيف حلمٍ يُطيحُ بآلاء اليقين.
وفرِّق خبز مائك شِعرًا يروي ظمأ المُتعَبين.
وانثر على شَعري حروفك كي يعبث برأسي الجنون.
لم تكن قبلنا اللغة فخًّا وغواية.
ما كانت قبلنا النهاية بداية.
فلمَ لا نتبخَّر خفيفَين معًا كرواية؟
لمَ لا نطرق ببساطةٍ جدرانَ النسيان إلى حين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى