تكسَّرَ المعنى/ بقلم الشاعرة سامية خليفة
تكسَّرَ المعنى
تشظَّتْ مرايا الرّوحِ
تكسَّرتْ نافذةُ البوحِ
أسكتَ الغَبْنُ نبضَ السَّلامِ.
هذه الجدرانُ مطليَّةٌ بالخداعِ،
فآذانُ الخُلْدِ،تقتحمُ ذبذباتِ الأرواحِ
والزُّجاجُ خائن، رغم الشّفافيةِ قتلَ النّورَ
فلا تسلوا، لمَ الوطنُ أمسى مليئا بالأشباحِ
أو لمَ البحرُ، صار جسدا هامدا من جليد!!
ولم اقتُلع من مساحاته صخب ذاك الهدير
يا لتفاصيل حكايا الرُّعبِ التي لا تنتهي!!!
لو تدركونَ أن الضِّحكةَ ليستْ أبدا خطيئة
وأن الفرحَ ،ليسَ فقط للمناسباتِ السعيدة
وأننا خارجَها، لسنا نلتقطُ منه إلّا الفُتات
لو تدركون، أن اللَّونَ في العيونِ الشّاردةِ
يومًا ما، سيروي حكاياتِه البائسةَ الكئيبةَ
عن إناسٍ هوايتُهم إحصاءُ عددِ الأمواتِ
هؤلاء لم يفطنوا ،أن بعضَ الأحياءِ
هم أيضا أمواتٌ، بل هم اللّاشيء.
يا أنتم…فإن تشقّقتِ الشّاشاتُ
وإن غابتْ عنّكم، كلُّ الأحداثِ
اغمضوا العُيونَ، وتصوّروا
غدَكُم بسَحْنتِهِ المريبةِ
وهو يطفىء بأصابعِه
أنوارَ الشَّمسِ البهيجةِ
حينها فقط سترونَ
فداحةَ ما خلّفتْْهُ
همجيَّةُ الحروبِ!
سامية خليفة/لبنان