أدب وفن

خليل حاوي مُحَلِّقًا فِي فَضاءاتِ العَيْشِ والشِّعرِ والأُمَّةِ
(في الذِّكرى السَّنَوِيَّةِ الأَربَعين لِاحتِجابِهِ الكَئِيبِ)

خليل حاوي مُحَلِّقًا فِي فَضاءاتِ العَيْشِ والشِّعرِ والأُمَّةِ
(في الذِّكرى السَّنَوِيَّةِ الأَربَعين لِاحتِجابِهِ الكَئِيبِ)

الدكتور وجيه فانوس


لَعَلَّ مِن أَبرزِ ما يَنمازُ بهِ خليل حاوي، أنَّ الذّاتَ الإنسانيَّةَ في كَيانِهِ، كما تِلكَ الشِّعريَّةَ، لمْ تَكُنْ انغِلاقِيَّهً، باتِّجاهِ النَّرجِسِيِّ فِي الفَردِيِّ، الجُزْئِيِّ مِنهُ أو الخاصِّ أو الشَّخْصِيِّ، على الإطلاقِ؛ بِقدرِ ما كانَت استِيعابِيَّةً انفِتاحِيَّهً، بِاتِّجاهِ الجَمْعِيِّ، في مَا هُو مُشتَرَكٌ شُمُولِيٌّ وكُلِيٌّ، يَرتَبِطُ بالأمَّةِ. ولَعلَّ خليل حاوي هُوَ الفَريدُ، بِجَدارَةٍ، مِن بَيْنِ قِلَّةٍ، تَكادُ تَكونُ نادِرَةً في تارِيخِ الشِّعرِ العَرَبِيِّ، تَمَكَّنَت، صادِقَةً، وبِكُلِّ نَقَاءٍ ذاتِيٍّ وصَفاءٍ شُعُورِيٍّ وَوُضُوحٍ بَيانِيِّ جمالِيٍّ، لا أَنْ تَسْتَوْعِبَ الجَمْعِيَّ فِعلًا، وأَنْ تَتَفاعَلَ مَعهُ ومِن خِلالِهِ حقًّا؛ بَلْ إنَّ الذَّاتيَّ فِيها لَمْ يَكُنْ سِوى مَجالٍ رَحبٍ لِتَجلِّي هَذا الجَمْعِيَّ وتَشَكُّلَهِ فِي الوُجودِ الشِّعرِيِّ. ولَئِن ذَكَرَ حاوي، فِي إِحدى المُقابَلاتِ الصَّحَفِيَّةِ الأدبِيَّةِ، التي أُجْرِيَتْ مَعَهُ، أنَّ الشَّاعِرَ الحَقَّ هُوَ ذَاكَ الذِي يَعِيشُ أُمَّتَهُ بِكُلِّ وُجُودِها، يُعَايِنُ آمالَها، ويُعانِي عَذابَاتَها، ويَعِيشُ أفراحَها وإحباطاتَها، لِيَكُونَ مُعبِّرًا عَنْها ورَائِيًا لِلْمُقبِلِ مِن أيَّامِها وحتَّى لِما سَيُكْتَبُ مِن صَفَحاتِ تارِيخِها؛ فَإِنَّ خليل حاوي طالَما رَأى فِي الشَّاعِرِ العَرَبِيِّ العَبَّاسِيِّ أَبي الطَّيِّبِ المُتنبِّي، أُنْموذَجًا عَن هَذا الشَّاعِرِ، الَّذي تَمَكَّنَ أَنْ يَكُونَ أُمَّتَهُ فِي شِعرِه؛ فَإنَّ المَسارَ الحَياتِيَّ والفَنِّيَّ، الَّذي عاشَهُ خليل حاوي، يُؤكِّدُ أنَّهُ لَمْ يَتَفَوَّقَ عَلى أَبِي الطَّيِّبِ المُتنبِّي في هَذا، وَحَسْب؛ بَلْ تَجاوَزَهُ بِمراحِلَ عَديدةٍ ومَدِيدَةٍ وأَساسٍ فِي هذا المِضْمارِ.
يَتَوافَقُ، مُعظَمُ، إِنْ لَمْ يَكُنْ جَمِيعُ مَنْ عَرَفُوا خليل حاوي، مُباشَرَةً، فِي شُؤونِ عيْشِهِ اليّومِيَّةِ، وكَذَلِك الباحِثُونَ الَّذِينَ تَعَمَّقُوا فِي دِراسَةِ حياتِهِ والتَّشكُّلاتِ العامَّةِ لانْفِعالِهِ الذَّاتيِّ، عَبْرَ الغَوْصِ التَّحلِيلِيِّ المُرتَكِزِ عَلى مَفاهِيمِ عِلْمِ النَّفسِ، وَمَعَهُم أُولَئِكَ الَّذِينَ سَعَوا جاهِدينَ إِلى النَّظَرِ فِي شِعرِهِ، صَنْعَةً واسْتِحداثًا وابْتِداعًا، بالغَوْصِ في عَناصِرِ تَكْوينِهِ المَعرفِيِّ والثَّقافِيِّ، ومِن خِلالِ تَحلِيلِ طاقاتِهِ الانْفِعالِيَّةِ والفَنِّيَّةِ؛ عَلى أّنَّهُ عاشَ حَياتَهُ الشَّخصِيَّةَ ساحَةَ عَمَلٍ لِتَفعِيلِ مُعاناتِهِ فِي هَذا الالتِحامِ الكُلِّيِّ للذَّاتِيِّ بِالجَمْعِيِّ؛ وَلِصّوْغِ هَذِا الالتِحامِ عَبْرَ مَا يَمْتَلِكُهُ، بِكُلِّ اقتِناعٍ إِيمانِيٍّ مِنْ رُؤْيا حَضارِيَّةٍ، يَعتَقِدُها لِنُهُوَضٍ عُرُوبِيٍّ؛ فَكانَ الإنٍّسانُ الفَردُ وشَاعرُ الأمَّةِ فِيهِ واحِدًا؛ وَكُثُرٌ يَرَوْنَ فِي هَذا أَحَدَ أَسْبابِ رَوْعَةِ خليل حاوي وَتَفَوُّقِهِ.
رَأى خليل حاوي أَنَّ مَهَمَّةَ الشَّاعِرَ العَرَبِيِّ الحَدِيثَ تَكْمُنُ فِي قُدرَةِ هَذا الشَّاعِرِ عَلى أَنْ يَنْفُذَ بِحَدسِهِ وَتَجْرُبَتِهِ إِلى أَعماقِ قَضايا العَصرِ. وَهَذِهِ المَهَمَّةُ، أَو المُحاوَلَةُ، هِيَ وَكَما يَرى حاوي نَفْسُهُ، “مُحاوَلَةُ مَسِيرَةٍ تَقْتَضِي القُدرَةَ الفائِقَةَ عَلى مُعانَاةِ الحَياةِ بِقَدرِ مَا تَقْتَضِي القُدرَةَ عَلى التَّعبِيرِ عَن تِلكَ المُعانَاةِ”. فَالقَضِيَّةُ لَدَيْهِ لَا تَنْحَصِرُ فِي المُعاناةِ أَو التَّجْرُبَةِ في الشِّعرِ؛ بَلْ إِنَّها تَمْتَدُّ مِن مَوْضُوعِ التَّعبِيرِ عَنِ المُعاناةِ، إلى عَيْشِ شِّعرِيَّةِ هَذِهِ المُعاناةِ. إِنَّهُ التَّعبِيرُ الَّذي يَهْدُفُ إِلى تَوْصِيلِ المُعاناةِ/الرُّؤيَا إِلى المُتَلقِّي أو المُسْتَقْبِلِ. وَحاوي نَفْسُهُ اعتَبَرَ أنَّ “مَهَمَّةَ التَّوْصِيلِ” هِيَ مَهَمَّةُ الشِّعرِيِّ، وتَرْتَبِطُ عُشْوِيًّا بِمَهَمَّةِ أَصالَةِ التَّجْرُبَةِ فِي الأَهمِيَّةِ التَّكوِينِيَّةِ والفاعِلِيَّةِ، على حَدٍّ سَواء.
وَمِن هُنا لَمْ يَعُد الرَّمزُ أَو الأُسْطُورَةِ، فِي شِعرِ خليل حاوي، مُجَرَّدَ عُنْصُرَيْنِ لِلدَّلَالَةِ عَلى غِنَىً ثَقافِيٍّ وَمَهارَةٍ تِقَنِيَّةٍ فّذَّةٍ فِي التَّعبِيرِ؛ إِذْ أَصبَحا مِنْ عَناصِرِ التَّحرِيكِ الوُجْدانِيِّ العَمِيقِ فِي ذاتِ المُتَلقِّي المُسْتَقْبِلِ. اسْتَطاعَ خليل حاوي، عَلى سَبِيلِ المِثالِ وَلَيْسَ الحَصرِ، فِي “سِنْدِبادِهِ” أَو “لْعَازَرِهِ” أَو “جِنِّيَّتِهِ”، أَنْ يُحَطِّمَ المَفْهُومَ التَّقلِيدِيَّ لِلرَّمْزِ أَو الأُسْطُورَةِ، بِأَنْ تَمَكَّنَ مِنْ أَنْ يَصهَرَ جَمِيعَ هَذِهِ المَفاهِيمِ التُّراثِيَّةِ بِبُعدِهِ الوُجُودِيِّ الذّاتيِّ؛ مُحَقِّقًا مِنْ كُلِّ هَذا فِعلًا شِعرِيًّا جَدِيدًا، هُوَ “سِنْدِبادُ” القَصِيدَةِ و”لْعازَرُها” و”جِنِّيَّتُها.
عاشَ خليل حاوي وُجُودَهُ الحَياتِيَّ والفنِّيَّ مَساحَةً كُبْرى لِلتَّفاعُلِ مَعَ الآخَرِ، أَكانَ هَذا الآخَرُ مُتَمَثِّلًا فِي العائِلَةِ، أَو الأَصدِقاءِ، أَو الطَّلَبَةِ والمُريدِين، أَو القَريَةِ، أَوِ المَجمٌوعَةِ الأَكَّادِيمِيَّةِ، أو الفِكْرِ السِّياسِيِّ، أَو الوُجُودِ القَوْمِيِّ، أَوِ العُمْقِ الإِنْسانِيِّ الشَّامِلِ. لَمْ يَكُنْ خليل حاوي، مَعَ كُلِّ واحِدَةٍ مِن هَذِهِ التَّمَثُّلاتِ، إِلاَّ التَّعبِيرَ الصَّادِقَ والرُّؤْيَوِيَّ عَنْها؛ وَالأَمْثِلَةُ عَلى هَذا تَسْتَغْرِقُ العَدِيدَ العَدِيدَ مِن تَصَرُّفاتِهِ الحَيَاتِيَّةِ وَكُلَّ شِعرِهِ، بِما فِي ذَلِكَ مَنْظُومَاتِهِ الأُولَى، الَّتي وَضَعَها فِي مَطْلَعِ فُتُوَّتِهِ وَمَشْرِقِ صِباهُ، بِالعَرَبِيَّةِ المَحكِيَّةِ فِي بَلْدَتِهِ “الشُّوَيْرِ”؛ وَحَتَّى تِلْكَ الَّتي يُشِيرُ مِنْ خِلالِها إِلى بَعضِ حَمِيمِيَّاتِهِ العاطِفِيَّةِ أَو انْطِباعَاتِهِ الذَّاتِيَّةِ.
كُلُّ الكَوْنِ كانَ وُجُودًا جَمْعِيًّا فِي ذاتِ خليل؛ وَلَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الذَّاتُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَسْرَحًا وَساحَةً وَمَجالَ فِعلٍ وَتَفاعُلٍ، لِما تَراءى لَها مِن جَوانِبِ هَذا الكَوْنِ. لَا وُجُودَ لِلذَّاتِ الفَردِيَّةِ، إِذَنْ، عِنْدَ خليل حاوي، سِوى مِنْ خِلالِ تَجَلِّيها وَتَفاعُلِها عَبْرَ الذَّاتِ الجَمْعِيَّةِ؛ بَلْ لَا وُجُودَ لِلذَّاتِ، عِنْدَ خَليل، إِلَّا بِالجَمْعِيَّةِ. وَلَعلَّ أَجْمَلَ مَا رَآهُ خليل حاوي مِنَ الذَّاتِ الجَمْعِيَّةِ، كانَ فِي تَجَلِّيها فِي حَياةِ الأُمَّةِ ومِن خِلالِها.
صَحِيحٌ أَنَّ المُتَنَبِّي اشْتُهِرَ بِأنَّهُ مُعَبِّرٌ عَن أُمَّتِهِ وطُموحاتِها وآمالِها وأَشْوَاقِها؛ غَيْرَ أَنَّ الصَّحِيحَ، هَهُنا، أَنَّ الذَّاتَ الفَردِيَّةَ عِنْدَ المُتَنَبِّي، كانَت الحَافِزَ وَالدَّاعي إِلى الِإعرابِ عَنِ الذَّاتِ الجَمْعِيَّةِ؛ وَلِذا، لِمْ يَكُنْ مِنَ المُتَنَبِّي إِلَّا أَنْ قَادَ ناسَهُ إِلى رُؤاه الذَّاتِيَّةِ وَمَجالاتِ أَحلَامِهِ الشَّخْصِيَّةِ وَآمالِهِ الخاصَّةِ وآلامِهِ الجَسَدِيَّةِ، وَكَذلِكَ فَضاءاتِ طُمُوحاتِهِ وَخَيْباتِهِ وَمُعاناتِهِ وَمُعايَناتِهِ المُضْمَرَةِ وَالمُعلَنَةِ؛ فَأَحَسَّتِ الأُمَّةُ أَنَّ بِإِمكَانِ مَا يُقدِّمُهُ المُتنبِّي، أَنْ يَكُونَ مِرآةً لِذَاتِها وَانْعِكاسًا لِحَقِيقَتِها. أَمَّا مَع خليل حاوي، فَالأَمْرُ يَختَلِفُ كَثِيرًا، وَلَعلَّهُ يَتَناقَضُ؛ إِذْ الشَّاعِرُ، هَهُنا، يَنْطَلِقُ، فِي أَساسِ التَّجربَةِ الشِّعرِيَّةِ، مِن ذاتِ الأُمَّةِ أَو الجَماعَةِ؛ جاعِلًا، من ِشاعِرِيَّةِ ذَاتِهِ الفَرديَّةِ، وُجُودًا يَعيشُ مُعاناةَ الأمَّةِ، وعَيْنًا تَرى أَحوالَها، ولِسانًا يُعبِّرُ عَن اختِلاجاتِها، وإِحساسًا يَسْعَى إِلى تَمَثُّلِ رُؤاها. فَكانَتِ الأُمُّةُ، مَع خليل حاوي، وَلَيْسَ الفَردُ، عَلى الإِطلاقِ، هِيَ المُوَجِّهُ والهادِي والدَّليلُ؛ وَلَعلَّ هَذا ما قادَ خليلًا، فِي نِهايَةِ المَطافِ، إِلى اتِّخاذِ قَرارِ الرَّحِيلِ، إِذْ أَحَسَّ أَنَّ الأُمَّةَ كانَت فِي خِضَمِّ هَذا القَرارِ، وَكانَت عِنْدَ حافَّةِ مِشوارِ رَحِيلٍ كَئيبٍ مُفْجِعٍ!!
لَعلَّ خليل حاوي تَعَرَّفَ عَلى بَعضِ أَساسِيَّاتِ هَذا التَّماهِي المَلْحَمِيِّ، بَيْنَ الذَّاتِ الفَردِيَّةِ وَالأُمَّةِ، مِن خِلالِ آراءٍ لِلزَّعِيمِ أَنْطُون سعادة وأَفْكارٍ لَهُ، وخاصَّةً تِلكَ التي نُشِرَتْ لَاحِقًا فِي كِتابِ “جُنونِ الخُلودِ”، فخليل لم يكن غريبا لا عن وجود سعاده ولا عن فكره، إذ كان من الأعضاء الأول المنتسبين إلاى الحزب القومي؛ لَكِن مَا مَيَّزَ خليل حاوي، فِي هَذا المَجالِ، وَما بَرِحَ يُمَيِّزُهُ، أَنَّهُ كانَ الشَّاعِرَ العَرَبِيَّ الوَحِيدَ الَّذي عاشَ هَذا التَّفاعُلَ بَيْنَ الذَّاتِ والأُمَّةِ فِعلَ وُجُودِ حَياةٍ ومُنطلَقِها، وَلَمْ يَكْتَفِ بِمُجَرَّدِ التَّعبِيرِ عَنْهُ عَبْرَ كَلِماتٍ جَوفَاءَ وَأَقْوالٍ لَا تَتَعدَّى حُدودَ التَّنْظِيرِ المُصْطَنَعِ.
وَحدُهُ خليل حاوي، بَيْنَ الشُّعَراءِ العَرَبِ المُعاصِرِينَ جَمِيعًا، اسْتَطاعَ أَنْ يَصِلَ إِلى رِحابِ تَوَحُّدِ الذَّاتِيِّ بِالجَمْعِيِّ؛ وَلِذَلِكَ فَإنَّهُ كانَ الشَّاعِرَ الوَحِيدَ الَّذي لَمْ يَجِد بُدًا مِنَ المَوتِ، فِي لَحظَةٍ كانَت أُمَّتُهُ فِيها تُشْرِفُ عَلى المَوْتِ. نَعَمْ كانَت قَصِيدَتُهُ الأَخِيرَةُ، تِلكَ التي كَتَبَها بِبارُودِ بُنْدُقِيَّتِهِ، عَلى جَبْهَتِهِ وَفِي مِحجَرِ عَيْنِهِ اليُمْنَى، هِيَ أَعظَمَ دَلِيلٍ عَلى تَوَحُّدِ الذَّاتِ بِالأُمَّةِ؛ لَكِّنَّها، فِي الوَقْتِ عَيْنِهِ، أَكْثَرَ الأَدِّلَّةِ إِيلامًا وَفَجِيعَةً؛ إِذْ وَجَعُ الأُمَّةِ وَسَوادُها حَجَبا، فِي ذَلِكَ الحِينِ، كُلَّ إِمْكانِيَّةٍ لِرُؤْيَةِ الرَّاحَةِ وإِشْراقَةَ الفَجْرِ خارِجَ فِعلِ المَوْتِ!!

الدكتور وجيه فانوس
الأستاذ المشرف على الدِّراسات العليا
في المعهد العالي للدكتوراه
في الآداب والعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة في الجامعة اللبنانيَّة


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى