آهٍ يا وطني/ الشاعرة سماهر أبو الرب – فلسطين

آهٍ يا وطني.
…………..
مازال هناك متّسع ليفشْي الجرح نحيبهْ،
مازال هناك متّسع ليرثي الشِّعر فينا
نكبته الجديدةْ ،
في وطني تُستباح أعشاش العصافير
والغيم يُرخي انهماره … من عيون أمي
ما زلت القابض على الرهان .. يابني قومي
كي لا تشُبْه الخطيئةْ ،
ما زال هناك متّسع لأُبصِر
شهقة الحزن ونبضٌ توقف بعد أن اجتثوا
قوت … المشيمةْ ،
ما زلت أنا المنفيّ
في كل مرة ، تقرؤني مقصلة الموت
لتنعى في أخبارها الصباحية ،
قلوباً لعذرية الحب الجديدةْ ،
أيها النائي وبيننا إرثٌ … وبحرٌ .. وبرٌ
وصمت ،
في غرفة التلفيق ….
اغتالوا بنود القضية ، وعهد السَّرية ،
وبيتٌ أقَمْتُه على شرفات الروح ،
وألف وتينٍ …. وألف مدينة ،
أيها العابثون في مجاز النور
تبَّت أياديكم …. أيُّ طينٍ وأيُّ …. حجرٍ
وأيُّ … قفرٍ … عَمَدتُّم إليه ،
وأيُّ انشقاقٍ وأيُّ اغترابٍ هناك في مجرّات الدَمِ
الشريدة ،
تَجرَّعتُم نخب حَنْظلكُم ، بددتّم تضاريس
الشّواطئْ ، كي لا يصافح الموج …
صوت الناي ،
كي يُوأد العشق دون موت ،
وفي عيْنيْه صولات الحب العنيدةْ ،
من أنا …
في يدي لحنٌ لثورةْ ،
وتاريخي محبرةُ الفداء ،وفرٌّ … وكرٌّ … وجولةْ ،
أرسم معالم الأرض في عينيْ
وسمائي ملبّدةٌ بنسج الوصايا
تَتفيَّأ نظرةُ النجمات على ذراعيْها
تتوضأ في محرابٍ ملائكيْ لم تشُبْه الخطيئةْ ،
وفي جيد عطرها شمسٌ وقمرٌ
وأول حرفٍ في وطني
وآخر حرفٍ في وطني
وضفاف العناق …. التّليدةْ ،
من أنا …
كي تغزلني طفلةٌ على كرّاسٍ مدرسيْ
تقبّلُ خارطةً … في قلب حُلْم ،
وحدوداً لوجه حريةٍ مدماة ،
وإسم أسيرٍ .. وكفّ شهيدٍ لأبيها ،
تركض في قلب الحلم ل تعود ،
لماذا قتلوا الفراشات ،
وأبقوني أفتّش عن أرضٍ بين مناكب الحزن ألتحف برد القصيدةْ ،
تُدفِنُ ملامحها بين أرتال الأسئلةْ ،
هل أنا في مهجر الإغتراب ؟؟
لا أصابع لحرف أبجديتي ، كي تجدل ضفائر شَعري ،
أنا …. من أنا … وطنٌ على كفّ الفجر
وفجري قدّيسٌ بريءٌ من أيّ هزيمةْ .