

ترجمة / سمية تكجي
المصدر / el tiempo
في مقابلة بتاريخ ٢٠٢٠ في تشرين اول اجريت مع حاملة جائزة نوبل ٢٠٢٢ آني ايرو Annie Ernaux
في تلك المقابلة وضعت الكاتبة على الطاولة و بلا خجل ،كل ما يخص حياتها العائلية و الخاصة .
رغبتها الجنسية، السرطان الذي اصابها في منتصف علاقة عاطفية ، الإضطرابات الغذائية التي تعرضت لها بسبب هوسها لتظل مرغوبة بعيون الرجل، اجهاضها لجنين من اب كتب لها رسالة أن تدبر الأمر بنفسها، أول مرة مارست فيها الحب، الأيام التي كانت تقضيها في الأعمال المنزلية ، الرغبة الشديدة في ممارسة الحب فقط لأجل الحب مع انها لم تكن تعرف كيف تتكلم مع الفتيان ، علاقتها بامها، كل ذلك و أكثر و قد تطول اللائحة كتبت آني عنه في كتبها ، ليس لأنه تابو بل و بحسب ما قالت ” أن هذا الأشياء، لم تتوصل ان تكون مادة النقاش ” لذلك دفعتها الجرأة و الضرورة إلى مقاربتها.
عند سؤال الكاتبة آني عن مصدر هذه الشجاعة التي أدت بها إلى سرد هذه الوقائع أجابت
من مكان بعيد جدا ،انا من ابوين غير متعلمين و هما من اليد العاملة لكنهما اصرا على أن يكون لي مستقبلا لا اعتمد فيه على الزوج، و أن تكون لي” الأنا ” و منحي امتلاك إرادة قوية و تطلعات ، و قد بدأ تأثير ذلك واضحا في كتابي ” ذكريات طفلة “.
ما سردته آني في كتاب “ذكريات فتاة ” من تجارب قاسية جدا ، كان ذاك الذي يجمع بين إمرأة و كاتبة تحاول سرد ماذا حصل مع طفلة في عمر ١٨ سنة عندما أقامت علاقة مع رجل بوجود تفاوت غير عادي بينهما، روت ما حصل بعالمها بعد ليلتين قضتهما مع رجل و غيرتا حياتها بتأثيرهما ،بينما لم يشكل وجودها شيئا في حياته هو .
قالت آني: هناك شر و خير في كل ما نعيشه من تجارب ، ما حصل معي ، خلق لدي نظرة إلى الحياة الجنسية ، دفعني إلى كتابة ما كتبته لاحقا , كنت لدي رغبة عميقة في التحليل ، التعمق ، و وضع الأمور على المائدة ، كل تلك التجارب التي تعلمنا و تعلم فينا، في كل مرة انزل إلى الظلال كي افهم الضوء أكثر، احيانا نعيش أمورا نكون غير مدركين لها و لا نفهمها، ،، لذلك في كتابي ” المرأة المتجلدة” كتبت ذلك .
عند سؤالها عن كيفية تمكنها من أخذ مسافة عند الكتابة خاصة أن ما تكتبه ليس مجرد إعادة كتابة لاحداث من الماضي بل هو كتابة واضحة وضوحا حتى الحدود القصوى بكل معالمها . ..
آني أجابت : هذا صعب على الشرح لكنىسوف اقوم بمقارنة تسهل الفهم ، و هو أن ذاكرتي لها عدة غرف الكثير منها مقفلة و الكتابة خارجا تحاول النزول إلى تلك الغرف المظلمة، التقدم شيئا فشيئا، لمس الأشياء، و فتح الأبواب و النوافذ .
في الكثير من أعمالك الأدبية تأتين على ذكر مذكرة يومياتك ما تأثير و دور هذه اليوميات في كتابتك؟
عندي مذكرة يوميات منذ كنت في ١٦ من العمر و الفترة الأكثر حماسة كانت بين ١٦ و ٢٢ لكن استنتجت انا امي اتلفتها ،فانا ذهبت إلى بيتها في العطلة عام ١٩٦٨ و قرات تلك المذكرات اليومية ثم بعد ذلك اتت هي للعيش معنا انا و زوجي و لم تأتي بها معها ، لكنني لم اتكلم معها بهذا الموضوع و لم أسالها عنه مطلقا. لكنني أتذكر جيدا ما كتبته لأنه مخجل جدا و لم استطع نسيانه. فقط كتبت المذكرات التي بدأت منذ عمر ٢٢، في كل الأحوال الكتب هي تفاصيل أخرى اعود إليها لمعرفة الأحداث كما حصل في كتابي” المرأة المجمدة”، عن الإجهاض .
هل صعب بالنسبة لك الرجوع إلى الماضي و الكتابة عنه ؟ هل هو حركة سلسة بين ذاكرتك و يدك؟
الذكرى ليست صعبة بل الكتابة هي الأصعب ،بإمكاني كتابة عشرصفحات في يوم عن شيء اتذكره، لكن ذلك لا يعد كتابة، الكتابة هو التفكير كيف اجعل من الأحداث أكثر من مجرد سرد و تفريغ للذاكرة . بل إن تجعل الكتابة تلك الأحداث تحت الضوء و الفهم و هذا عمل صعب يتطلب الكثير من الجهد ، مع كل كتاب جديد اتواجه مع الكتابة -كما الآن- اقيس إلى أي درجة هو معقد، صعب ، مليء بالهوس.
-كتابتك سيرة ذاتية و شفافة جدا لدرجة تجعل منك عارية أمام القارىء ، كيف تمكنت من ذلك؟
بدأت أولا بسيرة ذاتية في كل تفاصيلها لكنني ألبستها قناع الرواية في كتابي ” الخزائن الخاوية” و كذلك كتبتها سرا، لا زوجي كان يعلم ذلك و لا حتى أحد، و ارسلتها إلى دار النشر و عندما اقترحوا علي نشرها ،أعلنتها على الملأ، و لكنني حصلت على بعض هوامش الحرية عندما نشرتها كرواية , ثم بعد ذلك و بشكل تصاعدي بدات الغوص بقصتي كامرأة و تعودت على قول الأشياء بأسمائها و ذلك في كتابي ” المرأة المتجمدة” لكن في كتاب” المكان “الذي كان عن سيرة أبي فلم اقدر أن اقنع العمل و البسه ثوب الرواية لأنني كتبت سيرة ذاتية حقيقية لعبت فيه دور الإبنة التي تقول كل الحقيقة.
على وجه التحديد ، في كتابك “الحدث” ، تستحضرين”الحق غير القابل للإلغاء” في الكتابة عما اختبرته في الحياة …
الذي عشته و اعيشه ينتمي للإنسانية و ليس،فقط تجربة شخصية ،
هي تجارب تخترقنني-أحب هذا التعبير- نعم انا مخترقة من الاحداث و من الأفكار و في كتاب ” المرأة المتجمدة” وصفت عبرت عن الشكل الذي اخترقتني فيه القصة ، كامرأة، كمواطنة، كفرنسية. قصتي كامرأة هي لكل النساء و لو أنني لم اتوجه بها مباشرة اليهن .
في كتابك” ذكريات طفلة” كتبت: الوقت يتقلص امامي …سيأتي حتما الكتاب الأخير، كما كان الحبيب الاخير و الربيع الأخير، لكن لا من إشارة تقول متى؟ هل تفكرين في الموت؟
طبعا افكر ، و هل هناك انسان لا يفكر في هذا الأمر و خاصة في العمر المتقدم …نحس به يقترب… عندما نكون صغارا لا يوجد في حساباتنا الصغيرة موت …بل نرى موت الآخرين ..ثم بدأ بالظهور شيئا فشيئا، في عمري أحس بالموت هنا قريبا مني . و طبعا انا حياله لست أبدا لامبالية.