ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير/ بقلم العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة
ولتكن منكم أمة
يدعون إلى الخير
——
الخير المنزه عن الشر
والخير لا يكاد يتحقق في منابرنا
الا بتحريرها من سيئات الفظاظة وغلظة
أدلجاتها الحزبية والسياسية والطائفية
ذلك أنّ الخير مصدر لحصول الشئ بتمامه
ونظام الخير يستند بإيمانه في اقتران الخير
المطلق بأسماء الله وصفاته
والرشد في نظام الخير لا يفصل الفكرة الجميلة عن السلوك الجميل بتوق يستمع الى القول فيتبع أحسنه
فالخير في اللغة اسم تفضيل لمعنى أحسن
وأكمل وأصلح
والخير بمدلوله الأخلاقي هو كل شيء ينفع
الناس ويصلح بالهم في العدل والأمن والسلام
ولهذا تتعدد وجوه الخير بتعدد مقاصده
فتتسغ رمزياته ليزهر في الأرض جامعاً
لفنون الأزهار تربو في الروح فيربو بعطرها
الجسد
لكن الخير سيظل غريباً حين تراه في صورة
مفردة
وخير الخير أن يجتمع الأخيار في امة تتكاثر بالخير
وتقوى بالخير وتنتصر بكلمة الخير
حتى قيام الخير كله بمشكاة واحدة
كذلك ينطوي الخير على جوهرتين اثنتين
احداهما : جوهرة البصيرة العارفة بحقائق
الخير وتجلياته الأنسانية الرحيمة
وثانيهما : جوهرة الاختيار بدقائق الوعي
الذي يفصل بين الخبيث والطيب
فلا تلتبس عليه ظهورات الخير ومعانيه في غلس المتشابهات
فيكره ما هو خير له ويهوى ما هو شر له
ومشكلتنا مع الشر من قديم الزمان لا
لكونه مستكبراً وظالماً وأعمى وأصم فحسب
بل لكونه مخادعاً يرفع شعارات الخير
وهو من ألدّ الخصام الذي يستحق أن نطلق عليه اسم المنافق
وما نرجوه من الله سبحانه وتعالى
أن يعصمنا من الشر القابع في صدورنا
فلا تأخذنا العزة بالإثم والغرور
فنهبط مع الذي قال لربه :
أنا خير منه
خلقتني من نار
وخلقته من طين
…..
الشيخ حسين أحمد شحادة