عن « الدار الناصرية للكتاب و الإعلام » صدر الكتاب الجديد للمفكر الناصري والمؤرخ الأكاديمي حسن محمود قبيسي:
«جمال عبد الناصر :القيادة الثورية بين الفكر و الممارسة» في أربعة أبواب موزعة على 310 صفحات، وقدم له الشاعر القومي الأمير طارق آل ناصر الدين . الكتاب أبواب و فصول من أطروحة جامعية ، ومُهدى إلى الأجيال التي لم تعش عصر جمال عبد الناصر ،ولم تعايش انجازاته وانتصاراته ولاانتكاسات ثورته ، ولم تعرف إلا صورة مشوهة عن الرجل و ثورة 23 يوليو 1952 التي قادها. وهي على ولعظيم ماقدمته بقيادته للأمة العربية وللعالم الإسلامي و لحركة التحرر العالمية وفي مقدمتها ثورات قبائل وشعوب القارتين الأفريقية والأمريكو -لاتينية ، تعرضت – كما كل مسيرة ثورية وتحررية – لضربات ومؤمرات من خارج الكيان الوطني ومن داخله ، من أعدائه ومن عملاء محليين خانوا بلادهم و أهلهم بتقديم مكاسبهم على مصالح البلد وأهله، بذريعة الخلافات واختلافات وجهات النظر، واستطاعوا أحيانًا كثيرة تحقيق مآربهم.
في الكتاب تعريف بجغرافية مصر وأهميتها الاستراتيجية وصفحات حول الحاميين منهم و العرب الساميين ،والتزاوج بينهم والاختلاط العرقي، فكان إلى جانب الهجرات البشرية واختلاف اللغات و الأديان مبعثًا لاختلاف المفكرين والأحزاب في مصر حول هويتها؛ إلى أن حسمتها ثورة 23 تموز/ يوليو 1952 ،وعملت على ترسيخ عروبتها التي بدأت تتشكل منذ حكم الملك مينا الأول العربي الأصل والذي وحّد قطري مصرالجنوبي والشمالي .
والكتابة عن تاريخ مصر ، وهو موضوع العصر الذهبي ( عصر جمال عبد الناصر ) بدأ من عهد الأسرات ،مرورًا بالفتح الإسلامي لمصر وانتقال قبائل للعيش في عربية مصر والدفاع عنها ، مما كرّس عروبتها لاغيًا كل الطروحات الهواتية الأخرى ، قومية أو دينية أو عرقية أو لغوية أو مكانية .
قبل التوسع في تأريخ عصر جمال عبد الناصر،تطرق المؤرخ حسن محمود قبيسي إلى التوسع – دون الإسهاب – بتداول الحكم والسلطة بين الأسر الأسلامية العربية منها والأعجمية على اختلاف مذاهبها، دون تجاهل ما عُرِف بالمماليك وقد حُمِلوا من أصقاع الدنيا وكانت لهم وظيفة المشاركة في الدفاع عن العالم الإسلامي ، وظيفة تكرست دورًا هامًا في دحر المغول وفي تحرير المناطق الإسلامية التي احتلها الفرنجة ( الصليبيون ) . وبعد تناول حملة نابليون ، كانت صفحات لتاريخ أسرة محمد علي والاستعمار البريطاني وما ارتكبوا في مصر فساد التسلط و الفساد والفقر والجهل والضعف رغم انتفاضات أحرار مصريين ضدهم . إلى أن قام جمال عبد النصر و رفاقه «الضباط الأحرار »بثورتهم ، وكان للعب عبد الناصر ولثورته الحيز الأكبر من الكتاب .
ميزة الكتاب في أنه سجل لما ندر- أن ورد – في كتب تناولت الثورة و قائدها، بل وفيه ما لم يرد في كتب أخرى وإن وردت شذرات منه في بعضها ، لا سيما ما تناول سيرة جمال عبد الناصرالشخصية وإيمانه القوي وبعده عن التعصب ،وتواضعه أمام شعبه وكبريائه أمام أعداء مصر و شعبها ،وإنسانيته وإحساسه المرهف بمشاعر الناس واهتمامه بمشاكلهم ووضع الحلول لها ، وفق ذلك كله نظافة كفه و تعففه وسمو أخلاقه.
وفيه ، مشوار الثورة من الفالوجة في فلسطين ، حيث كان جمال عبد الناصر و بعض رفاقه يخوضون معارك الدفاع عن فلسطين ، واستنتاجهم أن معركتهم المركزية في مصرلتحريرها وتحرير شعبهاوتقدمها وتطورها . وعن تشكيل «الضباط الأحرار » ومراعاة عبد الناصر لحساسيتهم تجاه المفترض أنه القائد ؛فسهل وصول اللواء محمد نجيب رئيسًا ( صوريًا ) لمجلس القيادةالثورة ، والمضحك أن اللواء صدّق أنه القائد وهو يعلم أن لا دور له، فكان لا بد من التخلص منه بعد سلسلة من المشكلات كان وراءها . وبالتخلص من اللواء لم تنتهي المشاكل وهي لم تبدأ معه . كانت مع سياسي مصر وأحزابها وإقطاعييها بعد التخلص من الملك فاروق و ترحيله واجباره على التنازل عن العرش . ثم كانت مع بعض من كانت لأجلهم من العمال . ثم بين أعضاء مجلس قيادة الثورة وردة معظمهم ،وكان أبرزهم المشير عبد الحكيم عامر «بحكم الأمر الواقع والضرورة والمراعاة» وانتحاره بعد محاسبته على تجاوزاته وتخريباته .
امتد الصراع أفقياً وعامودياً في بعض الفئات وتشعّب فشارك فيه:
ثورة.
– الحزبيون والمثقفون والصحافة.
– ضباط المدفعية.
– ضباط الإسكندرية.
– سلاح الفرسان.
– الضباط الأحرار.
– ضباط الشرطة.
– العمال والفلاحون.
– الجماهير الشعبية.
كان مع كل إنجاز لعبد الناصر مشكلة يفتعلها متضررون بمساعدة ضباط من القيادة :
-الإصلاح الزراعي وقوانين يوليو الاشتراكية 1961 .
-التأميم وتمصير المصالح والتصنيع.
– تأميم قناة السويس.
– بناء السد العالي بما أمنه مخزونه من مياه شفة وأراضٍ وري.
– قام بإنشاء بحيرة ناصر وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم.
-التوسع العمراني الكبير حيث انشأ في عهده عده مدن وأحياء جديده مثلمدينة نصر.
-بناء استاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر(استاد ناصر سابقاً(.
-إنشاء التليفزيون المصري 1960 وكورنيش النيل وبرج القاهرة.
– تأسيس جريدة الجمهورية المصرية عام 1954 .
– نشر الآف الكتب وبيعها بأسعار رمزية وإنشاء معرض القاهرة الدوليللكتاب.
– الاهتمام بنشر الدين الإسلامي في مصر والعالم وإيفاد اليعثات التبشيرية،وتنشيط حركة بناء الجوامع والمساجد.
– التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل. وإرسال بعثات تعليمية علىنفقة مصر إلى دول عربية وأجنبية.
– التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية حيث انشأ أكثر من 3600مصنع.
– تنظيم الحياة السياسية والحزبية في مصر والجمهورية العربية المتحدة: بعد قيامها بوحدة مصر وسورية. هيئة التحرير – الاتحاد القومي- الاتحاد الاشتراكي العربي- التنظيم الطليعي – منظمة الشباب الاشتراكي ، وتحديد مهام تتطور مع المتغيرات . والعمل على وحدة الصف العربي القائمعلى وحدة الهدف .
-دعم الثورات وحركات التحرر العربية والعالمية.
– المشاركة التأسيسية في حركة الحياد الإيجابي وعدم الإنحياز، ومنظمةالوحدة الأفريقية، والمؤتمر الإسلامي.
– وإضافة إلى إنجازاته الحربية والدفاعية وآخرها إعادة بناء الجيش المصري بعد نكسة 1967 ، وخوضه حرب الاستنزاف.
– إنشاء جهاز المخابرات العامه المصريه عام 1954 ، وهدفها المركزيمكافحة التجسس والتخريب على مصر وفيها.
– التخلص من مراكز القوى واستبدادها.
– تأسيس منظمة التحرير الفلسطسنية وإنشاء جيش التحرير الفلسطيني.
في الكتاب ، بعض مما قاله زعماء العالم في جمال عبد الناصر ، وفيها ما يحمل كل منا على قراءة :
«جمال عبد الناصر :القيادة الثورية بين الفكر و الممارسة»
وشهاداتهم ، إلى مواقفه و إنجازاته ، تقول أنه كان «أمة في رجل» بما « عاش لنا ومات من أجلنا » ، بعدما عاش نصف قرن
«رجل في أمة »