بين الوحشية و التوحّش : غزة ذبيحة هذا الزمن

الدكتور علي عجمي
بين الوحشية والتوحّش:
غزّة ذبيحة هذا الزمان
هذا ليس زمن الوحشية
بل زمن التوحّش
إننا نعيش في عالم
صفته الغالبة
التوحش المطلق
وبين الوحشية والتوحش فرق
بل فروقات
الوحشية طبع
والتوحش تتطبّع
الوحشية صيرورة
والتوحش تربية وتنمية وتدرّب
الوحشية غريزة
والتوحش إدراك وتخطيط وتنفيذ
الوحشية ميزة للحيوان
ومن علامات قوانين الغاب
والتوحش ميزة للبشر
ومن علامات السعي نحو القهر والغلبة
ولو على جثث الأطفال
الوحشية عنوان للحيوان
الذي يقتل من أجل أن يأكل
والتوحش عنوان للإنسان
(بين قوسين)
الذي يقتل من أجل أن يستمتع بفعلته
تُرى ماذا يمكن أن يقال
عن وزير الدفاع الصهيوني
حين أعلن بالفم الملآن
منذ اليوم الأول لحرب الإبادة
سنقطع الماء والكهرباء والطعام عن سكان غزة
لأنهم ليسوا بشراً
وإنما هم حيوانات بشرية
ماذا يقال عنه
سوى أنه عنوان ماجن للتوحش
وماذا يمكن أن يقاتل
عن جيش إرهابي
لا يتوانى عن قصف المستشفيات
وسحل المدنيين الأبرياء بجنازير دباباته
سوى أنه التوحش البربري
مع سبق الإصرار
وماذا يمكن أن يقال
عن عضو مجلس النواب الأميركي
آندي أوغلز
الذي أشار له بعض الناشطين
عن الموت المأساوي للأطفال في غزة
فأجابهم بكل بساطة وصفاقة
أعتقد أننا يتوجب علينا قتلهم جميعاً
ماذا يمكن أن يقال عنه
أقل من أنه غاية في التوحش مع مرتبة الشرف
وماذا يمكن أن يقال
عن أولئك الوزراء والمسؤولين الصهاينة
الذين يمتهنون التطرف العنصري منذ الولادة
والذين لا تتوقف تصريحاتهم المتتالية
بالدعوة إلى قتل العرب
بل ويقولونها بكل صفاقة
إن العربي الجيد
هو العربي الميت
ماذا يقال عن هؤلاء
سوى أنهم قمة في التوحش
بل ماذا يمكن أن يُقال
عن بعض العرب
زعماء ومسؤولين
بل ومواطنين أيضاً
ممن يحابون العدو
ويغضون الطرف عن قتله أطفال غزة ونساءها
بل وبعضهم شريك للعدو في ذلك
ماذا يمكن أن يقال عنهم
سوى أن التوحش بات رفيقهم الدائم
إنه زمن التوحش المطلق
ولا منافس له
د. علي عجمي