غزّة تحت مقصلة الموت:عن أي إنسانية نتحدّث؟
غزّة تحت مقصلة الموت:
عن أي إنسانية نتحدّث؟
فلنبدأ
من حيث لا بد أن نبدأ
من غزة
فالمجزرة مستمرة
وحرب الإبادة الجماعية في غزة
التي تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي
ضد الطفولة والبراءة والطيبة والبساطة
دخلت شهرها السادس
وعمليات القتل والتدمير تتواصل
بحق الغزاويين الطيبين
دون حسيب أو رقيب
والمسلسل الإجرامي مستمر
بلا هوادة ولا توقف
فيما العالم كله يجلس في مقاعد المتفرجين
كأنه يشاهد مباريات في كرة القدم
غير آبه بالفظائع التي تُرتكب
ولا بالانتهاكات المتواصلة من قبل الصهاينة
لحقوق الإنسان
ولأبسط الأعراف والقوانين الدولية
والإنسانية؟
أما زال هناك شيء اسمه إنسانية
ألا يبدو وكأنه مصطلح بائد
ما عاد له لون ولا طعم ولا وزن
ولا شكل ولا قيمة ولا رائحة
عن أي إنسانية نتحدث اليوم
في هذا العالم الواسع؟
عن إنسانية زعماء الكون
الذين آلمهم جوع الغزاويين
فقرروا بناء ميناء في غزة
لاستقبال السفن المحملة بالغذاء والماء
ميناء يحتاج لأشهر كي يكتمل
فيما إدخال شاحنات التموين والمساعدات
المتوقفة عند معبر رفح
لا يحتاج سوى إلى اتخاذ قرار بالضغط على إسرائيل
وهم ليسوا في وارد ذلك
ترى
كم من آلاف الضحايا
سيموتون جوعاً في غزة
قبل اكتمال الميناء
واستقبال السفن
وتلك السفن
هل سيكون لها دور آخر مخطط له
من قبيل ترحيل الفلسطينيين إلى خارج دائرة الموت في غزة
ترى
هل سنكون أمام ترنسفير جديد
يعيدنا بالذاكرة
إلى الترانسفير القديم
إلى نكبة 1948
حين نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين
عن مدنهم وقراهم
باتجاه الدول العربية المجاورة
حاملين معهم مفاتيح بيوتهم
وهل نتحدث
عن إنسانية الترفيه العربي
الذي يمارس الرقص الماجن
على ما تبقى من أشلاء الأطفال والنساء في غزة
وهل نتحدث عن إنسانية التخمة العربية
التي لم تجد في كرم رمضان
سوى الإكثار من تناول الطعام
فيما أطفال غزة يموتون جوعاً
عن أي إنسانية نتحدث
والعالم بأسره
بات خارج السياق الإنساني
فيما الذاهبون إلى موتهم في غزة
صاروا مجرد أرقام لا أكثر ولا أقل
والبقية تنتظر