أدب وفن

عربان (دون كيشوت)/ بقلم الشاعرة حنان بدران

عربان (دون كيشوت)

يا سيدي
فسائل الكلمات تبكي أنفاس الرمل
وحدها عند الشاطئ
تروح موجة عابرة
جثث الكلمات
صارت مكدسة
تحت منابر مسؤولينا وأعتابهم
لم يعد هناك ما يقال
اليوم الكلمات كلها صارت هياكل فارغة
لم تكن باردة
ألعابهم النارية
انطفأت كلها وبقي عدونا وأشلاؤنا
صمت عم قبور أمة الأحياء
وإعلامنا فتح أرشيف مهازلنا بكلمات جاهزة
من جثث الكلمات
ومجزرة معانيها المنكوبة
يا سادتي
بعد (مواصي الأمان) فرشت
بلاط تعازينا على نكبتنا العربية
يا سيدي
لم يعد هناك ما يقال
لأنه لم يعد هناك ما يصدق
لم يعد هناك ما نخشاه
لأنه لم يعد هناك ما نخشى أن نفقده
حتى ولو ادعاء الكرامة
نحن ثلة الطيبين الأغبياء
الفاشلون في سوق المزايدات
الإعلامية على دمنا
تلوث بقايا صدقنا
بالجراثيم الفائحة
من جثث الكلمات المهترئة
وذبابها
الذي يحول بيننا
وبين الحقيقة المخجلة
سيداتي وسادتي
نعم ..لم يعد هناك ما يقال
والأم تبحث عن أشلاء
رضيعا كان للتو بين يديها
يا سيدي
على بلاط فواجعنا
صار الموت بالشظايا
والأحزمة الناسفة
أهون علينا من الموت
على أرصفة التجاهل
والادعاء الكاذب
والتمزق الخفي
يا سيدي
أحني رأسي بالخشوع لدعائك
ولكن..
كيف حولت زمن الجهاد لزمن الدعاء؟!
كيف بتنا تظاهرة دعائية
لحى وشوارب الرجولة
لبست مناديل النساء
واستبدلت شرف السيف
بأكف التضرع بالدعاء!!
يا سيدي
من قال لك:
إن الحرب ليست عبادة؟!
يا أشباه الرجال
فقدنا إيماننا بكم
يا كبت الجبن
يا دكاكين الجنس
وعقاقير التفاهة
والرخص!
مللنا جباهكم الخانعة
نريد الرجال الرجال
الذين يقاتلون لأجل شرف الأرض
وشرف التاريخ
قبل شرف البنت
يا مسارح اللامعقول
المنصوب من المحيط إلى الخليج
دق آخر مسمار ..
في تابوت رجولتنا لتأبينه !
ولإزاحة الستار عن تمثاله
لنعلن حداد الصمت
ولنعاقب غربان بلاط فواجعنا…!!!

حنان بدران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى