أدب وفن

لغتي منفاي…/ بقلم الشاعر محمد زينو شومان

لغتي منفاي

لا تنتظروا نشرة الطقس ولا لبن التيس
ولا حركة الريح والتاريخ والبواخر والسرائر والصداع النصفي والكلي
لا يحمل المد في رأسي سوى أخبار مزعجة وثورات فاشلة
وأفكار ميتة أو على وشك الموت
ماذا أبقى لي الشعراء الذين جابوا كل فؤاد
والصخر بالواد؟

لم يدع السلف للخلف ضرعاََ يحلب
أو بقلاََ يؤكل
لقد استنفدوا المعاني واستخرجوا حتى ما في حوصلة الطير
كشفوا عما في الأرحام وطي الكتمان
وفي قعر الفنجان

وما شأني وشأنهم
ليس همي أن أكون بطلاََ أسطورياََ
أو من بخلاء الجاحظ
أو مخترعاََ أو هاوياََ للألقاب ومباهاة العباقرة
لقد ودعني الخيال وأسلمني إلى غريمه الواقع
كمطلوب إلى العدالة الدولية

ودعت المقهى والنارجيلة ومفتاح الرغبات الجنسية والنشاط الفرويدي والتجريدي
ربما أنا في حال بين الحضور والغياب
بين الرضى والندم
بين الحياة والموت
أفكر أحياناََ في أشياء غير لائقة ومحرجة
ليس بوسعي فتح الباب على الداخل الخصوصي
ألا يكفي الإيجاز أو الإيحاء أو شبه الكلام؟
أتوق إلى خفض حرارة الشوق المرتفعة جداََ
النور الساطع يبهرني
أحتاج إلى نور داخلي لا شديد ولا شحيح
بمقدار ما يوازن بين الضوء والظلام

هل أعود من منتصف الرؤيا؟
ترى أنسيت محدودية قدرتي؟
لست مخولاََ إصلاح العالم ولا إصلاح نفسي
يعجزني خصف نعلي وخصف ريبتي
تحاصرني الثقوب السوداء في مخيلتي

أمط عنقي لأرى ما حل بي من عقابيل الدهر
أتحسس ذاكرتي بمنتهى الانتباه
أأنا فاقد الوعي؟
ألا يمكن شراء صاع من اليقظة؟
ما أفكر فيه يخونني أمام ناظري
لعل أجمل الخيانات أن أكتشف لغتي الخاصة
لغة الذين هم ضحية الوضوح والمجاهرة
ما أصعب أن تكون لغتي هي منفاي!

لبنان _ زفتا في2024/7/13
محمد زينو شومان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى