عنبر وخليفتُه عنتر …/ قصة و عبرة بقلم الكاتب المحامي ماهر العبد لله
عنبر وخليفته عنتر ..
عنتر ليس هرا عاديا ، له مهابة في بني جنسه يقال لها ” كاريزما ” ، يهابه اتباعه ومريدوه . خطيب مفوّه من الطراز الرفيع ، صاحب سطوة ووقار ، ولا يهادن من يخالف القرار ، تستفزه كلمة “القط” ، ينزل عقابا صارما بكل من تسول له نفسه التلفظ بها ، ويروى ان قطا واعدا خانه التعبير مرة ففقد احدى عينيه على الفور ، لان احترام المقامات خط احمر .
عنتر رعيته كبيرة ، متنوعة الالوان والاشكال . امارته تنتشر على امتداد حاويات القمامه ، هناك انشأ مقرا لمجلس القياده ، يعطي الاوامر، يوزع الادوار ، حكمه ديمقراطي بامتياز ، قائد يسوس معشر الهرره بكفاءة عالية قل نظيرها ، حتى بات مرجعا في ارساء مفاهيم الزعامه ، كيف لا ، وهو من تتلمذ على يد معلمه وكبير قومه ، “الهر عنبر” ، الملقب لاحقا بزعتر .. وقصة الهر عنبر ايام زمان دراما ذات احزان ، بدأت حينما اختار مركزا لحكمه اقبية الافران، لان في الافران .. تكثر الفئران ، وصاحب الفرن ذكي خبيث أخفى الحقيقة للتمويه ، حينما سئل عن السبب كذب وقال : الهر عنبر يعشق رائحة الزعتر ، ومن هنا جاءت تسميتة بالهر زعتر .
كان الهر زعتر حالة استثنائيه ، سلطته تخطت البلاد ، فكثر اعداؤه وكادوا له ، سلطوا عليه هرة عميله ، هيفاء دعجاء ، كحيلة العينين ، ناعمة الاذنين ، مواؤها موسيقى ، بخامة عريقه ، اغوته بسحرها واستدرجته الى حاوية قرب مسمكة الشاطئ الذهبي ، ودست له السم في سمكة فضيه فنفق عل الفور ، رماه مشغلوها تحت عجلات شاحنة القمامه حتى يقال : قضى قضاء وقدرا . اكتأب عنتر على الهر زعتر ، وفرض على بني قومه تقنينا صارما : مممنوع المواء لثلاث ساعات من كل يوم .. لكن خلال شباط ، لم يحتمل معشر الهررة التقنين الصارم فنظموا حملة احتجاج واسعه ، تصدى لها الهر عنتر بحزم وصرامه حتى لا تمس هيبته ونظم حراكا مضادا سحل خلاله اعداء الاماره في كل حاره ، ومضى في مسيرة البناء بخطى كأداء الى ان استشرى الغلاء وحل البلاء ، ولم يبق لمعشر الهررة سوى الأنين بالمواء على إمارة ضاعت… هباء ..!!