كيف كان بعض الكتاب العظماء يكسبون عيشهم قبل ان يسلكوا طريق الأدب

ترجمة / سمية تكجي
المصدر/ Infobae-la trece
كيف كان بعض الكتاب العظماء يكسبون عيشهم قبل ان يسلكوا طريق الأدب
هناك مئات الافلام و الحكايا و الكتب التي تتحدث عن كتاب عظماء و عن معاناتهم في حياتهم قبل ان يتسلقوا القمة و يحققوا احلامهم و يصبحوا مقروئين و يستطيعوا نشر نتاجهم ، و يكرسوا حياتهم بالكامل للأدب و يكتبوا امهات الكتب التي حققت المبيعات الضخمة و كانت مصدر إلهام لملايين الناس في كل العالم
ليس كل الكتاب العظماء عانوا مغبة العمل في امور صعبة او واجهوا شظف العيش منهم من كان يتحدر من عائلات ميسورة و منهم من عمل في مهن بسيطة و آخرون التحقوا في دراسات و حقول علم بعيدة عن الأدب و كان الخظ حليفهم ليلتقوا بالإلهام و يحققوا نتاجا ادبيا و نجاحات كبيرة
و هكذا كما ذكرنا ؛ لم يخلق جميع الكتاب العالميين الذين ملأوا العالم بحبرهم شعرا و روايات و دراسات و غيرها من الاجناس الادبية ؛ لم يخلقوا و في افواههم ملاعق من ذهب …لا ننكر ان البعض منهم تحدروا من عائلات ميسورة و تأمنت لعم سبل العيش و تحصيل العلم …لكن الغالبية العظمى لم يحظوا بهذه النعمة ؛ فاللكتابة ليست مهمة بسيطة و سهلة هي تحتاج زمنا يتراوح بين الساعات و الايام و حتى السنين من إجل ولادة ديوان ، رواية …تتطلب التضحيات الجسام من الكاتب ، و ليس فقط الوقت هو العامل الأصعب بل ان مردود نتاج الأدب لا يكون كافيا من اجل لقمة العيش ..
المثير للفضول ان هناك الكثيرين من الكتاب العظام لديهم ” الجانب باء ” الذي نجهله في هذا المجال و سيكون هذا الجانب المجهول مثار دهشة كبيرة لدى القراء المهتمين

أنطون تشيخوف
بدأ تشيخوف الكتابة في البداية كمصدر للمال من اجل مساعدة عائلته الكبيرة بعد الإفلاس الذي ألم باعمال والده ، ثم تحولت هذه الحاجة الى شغف ، فأسره الأدب و لم يغادره قط …درس الطب في جامعة موسكو و كتب المسرحيات و القصص القصيرة و حاز على جائزة بوشكين و هي الجائزة الأهم في القصة القصيرة. مارس الطب و لا ننسى العبارة الشهيرة لتشيكوف :” الطب هو زوجتي الشرعية و الادب هو عشيقتي ” ا

مارغريت آتوود
صاحبة كتاب ” قصة الخادمة ” و هي مارغريت أتوود ، شاعرة ،روائية، معلمة و ناقدة و ناشطة سياسية كندية ، قضت ماضي حياتها كموظفة في كافيتيريا ، ربما هذا العمل المتواضع الذي لم يكن على قدر أحلامها سمح لها و ساعدها على سماع مئات القصص من الزبائن و قد شكلت هذه القصص لها مصدر الهام لا ينضب

فرانز كافكا
فرانز كافكا مؤلف الرائعة ” التحولات ” و غيرها من الاعمال الأدبية كان يعمل في وكالة الضمان للعمال ضد حوادث العمل في براغ ، و كان دوامه من الساعة ٨ صباحا و حتى س ٢ عصرا بدوام دقيق كي يجد وقتا و هدوءا كافيا للكتابة .

ميغ كابوت
ميغ كابوت مؤلفة كتاب” يوميات الأميرة “، الذي نشر في طبعته الاولى عام ٢٠٠٠ و نال ذيوعا و انتشارا كبيرين على الرغم من انه لا يعتبر من الكتب العالمية الكلاسيكية لكنه نال قراءة منقطعة النظير بين جمهور الناشئة و بين الأطفال ، هذه الكاتبة كانت المسؤولة عن غرف النوم في جامعة نيويورك قبل ان ينال كتابها هذه الشهرة الواسعة و يجري اقتباسه في افلام سينمائية .

فلاديمير نوبوكوف
و من يقول ان فلاديمير نوبوكوف صاحب رواية “لوليتا “التي نالت من النقد و اثارت عواصف من الجدال كان عالم حشرات و كان هو المسؤول عن جمع الفراشات المعروضة في جامعة هارفرد : و تكريما له تم تسمية نوعا من الفراشات بإسمه ” نوبوكوفيا ” و قد كان ايضا موهوبا برسم الفراشات و قد اهدى زوجته فيرا العديد منها ووقعها : الى فيرا …

هوراكي موراكامي
هوراكي موراكامي درس الفن الدرامي في جامعة واسيدا في طوكيو ؛ انه صاحب المؤلفات التي نالت شهرة منقطعة النظير ” طوكيو الزرقاء “
“كافكا على الضفة “و تعتبر كتبه من الكتب الاكثر مبيعا
عمل بائعا في محل للإسطوانات الغنائية ، ثم افتتح مع زوجته ناديا ليليا اسمياه “بيتر كات “

جورج اورويل
اسمه الحقيقي هو إريك آرثر بلير هو الكاتب والروائي و الناقد الإجتماعي ،صاحب مؤلفات رؤيوية استشرفت المستقبل “1984” و غيرها من الروايات …”تمرد في المزرعة “…كان يعمل شرطيا في البوليس الإمبراطوري في بورما لمدة خمس سنوات ؛ هذا العمل ترك في نفسه عدائية عميقة للإمبريالية و قد تجلى ذلك في ادبه ، عمل ايضا استاذا و عمل في بيع الكتب ، كما عمل لمدة في غسل الاطباق في فندق فخم .

تشارل ديكنز
شارل ديكنز صاحب “أوليفر تويست” و” دافيد كوبرفيلد ” كان يعمل في معمل احذية و يجمع المال كي يستطيع اخراج ابيه من السجن ..

.وليام فوكنر
الذي نال نوبل عام 49 و صاحب المؤلفات العالمية
و هو من اصبح ملهما و مؤثرا للكثير من الروائيين اللاتينيين على سبيل المثال لا الحصر غابرييل غارسيا ماركيز و ماريو فارغاس يوسا …
كان يعمل ساعي بريد و يوزع الجرائد و المجلات

موريس مايترلينك
حصل معه عكس ما حصل مع نوبوكوف خلال دراسته للمحاماة ادرك انه لن يصل الى النهاية السعيدة …توجه الى الطبيعة و الأدب كملاذ و كتب دراسات مهمة في تاريخ الطبيعة باسلوب شعري جميل و من مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصر : “ذكاء الورود ” و “حياة النمل” .

غابرييلا ميسترال
مع غابرييلا ميسترال حصل عكس ما حصل مع نوبوكوف و موريس مايترلينك و قد كان الفضل لكتبها الشهيرة في تبوئها المركز الديبلوماسي حيث اصبحت اول امرأة تشيلية تحظى بهذا المركز .

روبرتو بولانيو
Roberto Bolaño
صاحب مؤلفات ” النجمة البعيدة ” و ” التحريون الشريرون ” تلك المؤلفات التي ربما استوحى افكارها الأدبية من عمله كحارس ليلي في الغابات قرب برشلونة ، و لم يكن هذا العمل الوحيد الذي امتهنه من اجل لقمة العيش بل عمل ايضا نادلا و حتى انه عمل في غسل الاطباق .
لا عذر مقبول ان اردت ان تكتب و الكتابة تفرض نفسها و لو انتشلتها من تحت الحجارة و بالعودة الى العمل و الى الأدب و تلك العلاقة بينهما فإن ذلك يفتح الطريق نحو التحليل …ماذا يؤثر العمل المليء بالتجارب الشخصية على العمل الادبي و هنا طبعا يطول الحديث ..!!!