منتديات

مهرجان الشعر العربي الأول في لبنان – دورة الشاعر خليل حاوي

العالمية – سمر قرة

برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، وبمبادرة من منتدى شواطئ الأدب، ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، وبيت القصيد وحبرّ أبيض، أقيم مهرجان الشعر العربي الأول في لبنان – دورة الشاعر خليل حاوي، على مدى ثلاثة أيام، جال خلالها الشعراء العرب بين بيروت وبشامون وطرابلس، في احتفالٍ أدبيٍّ أضاء على القصيدة و ألقها، وعلى الشعر ومجده كجسرٍ للتلاقي بين الشعوب.


بيروت – الأونيسكو: الانطلاق من قلب الثقافة
في أمسية الافتتاح التي احتضنها قصر الأونيسكو في بيروت، كانت الكلمة الافتتاحية لمدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، ثم كلمة المهرجان تلاها الشاعر مردوك الشامي الكلمة التي حملت رؤية إنسانية عميقة للقصيدة كقيمة ثقافية جامعة.
قدّمت الأمسية الشاعرة جمانة نجّار من سوريا، التي جمعت بخطابها بين الرهافة والإتقان، فيما أضاء الشعراء المشاركون المسرح بحروفهم:
محمد المتيم (مصر)، عصمت حسان (لبنان)، لبنى خناتي (المغرب)،  محمد نصيف مخلف (العراق)، أحمد عبد الغني (مصر)، أحمد قنديل (مصر)، ومحمود عثمان (لبنان).
بيروت بدت في تلك الليلة وكأنها تُعيد ولادتها الشعرية من جديد، تتزيّن بالكلمة وتغني للقصيدة للوطن بديل يحمي الذاكرة من التآكل.

بشامون – الشعر والموقف
في اليوم الثاني، انتقل المهرجان إلى بشامون، البلدة التي تحتفظ بذاكرة وطنية مضيئة. قدّمت الأمسية الإعلامية ايناس ريدان حاطوم، وجاءت كلمة المهرجان على لسان الشاعر عصمت حسان، الذي دعا إلى استعادة دور الشعر في مقاومة القبح والانقسام.
شارك في الأمسية نخبة من الشعراء العرب، من بينهم: محمد المتيم (مصر)، يسرا البيطار (لبنان)، محمد نصيف مخلف (العراق)، أحمد عبد الغني (مصر)، أحمد قنديل (مصر)، ولبنى خناتي (المغرب) عماد الدين طه (سوريا)
كانت أمسية تجمع بين وهج الكلمة ونبض الالتزام، حيث التقت الأصوات العربية على منصة واحدة، لتثبت أن الشعر  قادر على أن يكون مقاومةً راقية في وجه الانحلال الإنساني.


طرابلس – عروس الثورة والحب والشعر
اختُتم المهرجان في الرابطة الثقافية بطرابلس، المدينة التي جمعت بين البحر والروح، واستقبلت الشعراء ببهائها المعتاد.
ألقت رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحادة الثقافي الشاعرة ميراي شحاده كلمة المهرجان الختامي، بكلمة مدوية مليئة بالإحساس والمشاعر والرهافة مستذكرة دور الشعر في ترميم إنساننا المرهق من الحروب والخذلان .
قدّمت الأمسية الشاعرة والروائية تمارا شلهوب جاد، التي ربطت في تقديمها بين الشعر والهوية الثقافية.

شارك في الأمسية خيرة الشعراء العرب:

سعد الدين شلّق (لبنان)، عماد الدين طه (سوريا)، مردوك الشامي (سوريا)، محمد نصيف مخلف (العراق)، جمانة نجّار (سوريا)، باسل عبد العال (فلسطين)، لبنى خناتي (المغرب)، أحمد قنديل (مصر)، أحمد عبد الغني (مصر)، ومحمد المتيم (مصر).

في طرابلس، اكتمل المشهد: قصائد عن بيروت والوطن، والمرأة، والحرية، والحنين، وغنّى الجميع للبنان كرمزٍ للنهضة والفكر، فكانت المدينة ختامًا يليق بالمهرجان — دفقة حبّ ووعي، واحتفاء بالكلمة التي لا تموت.

خليل حاوي… شاعر الجرح العربي

وُلد الشاعر خليل حاوي عام 1919 في بلدة الشوير اللبنانية، وعُرف بكونه أحد أبرز رموز الشعر العربي الحديث. جمع في شعره بين الرمزية والفكر الفلسفي، وكان من روّاد مدرسة الالتزام الوجداني والفكري في الأدب العربي. نال الدكتوراه من جامعة كمبردج، وعمل أستاذاً للأدب العربي في الجامعة الأميركية في بيروت.
تميّز شعره بالعمق الوجودي والبحث عن خلاص الإنسان العربي من الانكسار، وكتب مجموعاتٍ مثل نهر الرماد والناي والريح وبيادر الجوع. رحل عام 1982، تاركًا إرثًا شعريًا يختزل الصراع بين الذات والواقع، ويجعل من الشعر موقفًا فلسفيًا من الحياة ذاتها.
قصيدة تجمع العرب
لقد نجح المهرجان في أن يخلق من القصيدة مساحة لقاء عربي، حيث  كان الشعر  لغة حضارية راقية.
في كل أمسية، كان الحضور المثقف شاهدًا على  الكلمة التي لا تزال قادرة على أن تجمع ما فرّقته السياسة، وعلى الشعر الذي هو أصدق تعبير عن وجدان الأمة.
وهكذا كان المهرجان – صوت حب وجمال في وجه الفوضى، واحتفالًا بالقصيدة التي تظلّ بيت الإنسان الأول والأخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى