أشعر بكم، انا الإبنة الشّرعيّة للعزلة والخوف، أبويّ اللّذين يتحايلان عليّ ببعض الكتابات والأفكار اللذيذة، لكنّهما…
أشعر بقلقكم وأعرف صعوبة ما تحسّون به : شعور مخيف غريب وقاتل . وأشعر بكم وانا أكثر من وضع الأقنعة على فمه، فمي الذي يخيِّل لي دائماً أنّ أمّي أنجبته قبلي، فمي الذي تخرج منه الحكم أكثر مما يخرج نمل من ثقبٍ ترابيّ. أشعر بكم وأنا أَكثر من أمسك الحياة بقفّازين مثلها لا يُستعملان مرّتين ، وأكثر مَن لم يثق بشيء، أشعر بكم وأنا الّتي اعتادت أن تعقّم حتّى ظلّها وأن تغسل صوتها بملح عينيْها مخافة الصَّدى.
قولوا لي: هل جرّبتم أن تكونوا مثلي، وحيدين خائفين، أطفالاً تُركوا في العتمة، أو نبتةً رُمِيَت قرب نار؟
ربما قد يموت منكم الكثيرون، وربما سوف يموت الموت، وينتهي كل شيء، إلّا موتي سيحيا دائماُ. وحدها وحدتي، سوف تبقى، سوف لن تستسلم، سوف تلازمني إلى الأبد.
