اقتصاد

الشركات الناشئة وتقييم السرعة والقوة والتدفق «2 من 2»

روني ستيفانو / فيفاكي. وهوراسيو فالكاو

عندما تم تأسيس “واتساب” في 2009، ورغم صغر حجم الفريق والإخفاقات العديدة التي واجهها، كان بمقدوره تطوير حلول للرسائل نافست منافسيه الأقدم في السوق. كان عديد من الشركات يتابع التدفق الكبير نفسه لرسائل الهاتف المحمول، لكن تميز “واتساب” بسرعة أفضل في تسليم الرسائل، بشكل جعل “فيسبوك” تتخلى عن المنافسة ودفع 19.3 مليار دولار للاستحواذ عليها.
تعزى القوة إلى قدرة الشركة الناشئة على تمييز نفسها، واحتلال مركز مهيمن ومستدام ومربح في السوق مع الوقت. يؤمن عديد من الشركات الناشئة أن ميزة الخطوة الأولى أو التمويل الأكبر سيمنحها القوة. مع ذلك يظهر لنا مثال “واتساب” أن امتلاك مزيد من المال، كما هو حال المنافسين، لا يضمن النجاح أو القوة. بالمثل بالنسبة إلى “أوبر”، فلم تمنحها مبادرة الخطوة الأولى أو التدفق الكبير القوة للتغلب على منافستها شركة ليفت في الولايات المتحدة، و”غراب” في شرق آسيا، أو شركات مشاركة الركاب التي ظهرت في مختلف أنحاء العالم. فالقوة ترتبط أكثر بالهيمنة على السوق والابتكار والمزايا التنافسية والطرق الأخرى التي تمكن الشركات الناشئة من تخفيف خطر فقدان مكانتها في السوق أمام المقلدين.
يمتلك عديد من الشركات الناشئة أفكارا رائعة وتدفقا، وقد يقوم مالكوها بتشكيل فريق جيد والتطوير بسرعة كبيرة، لكن قد يفشلون في النهاية في جعل الشركة تمتلك القوة. في عصر الإنترنت تعد القوة أمرا رئيسا كون المنافسين قد يمتلكون وفرة في رأس المال الاستثماري ورواد أعمال مميزين، تلك الميزتان إلى جانب سهولة إنشاء نشاط تجاري جديد على الإنترنت، بإمكانها أن تغير وجه القطاع بسهولة.
لـ”أمازون” حصتها من الشركات المقلدة التي تحاكي مزايا منصتها للتجارة الإلكترونية، وهي “علي بابا، لازادا، زالاندو”… وغيرها. مع ذلك تم تطوير “أمازون” في الولايات المتحدة كشبكة توزيع بالغة الفاعلية وسريعة ويمكن الاعتماد عليها، حيث سيصعب على المنصات الأخرى أو المتاجر مجاراتها. أصبحت “أمازون” من القوة حيث ألقى البعض اللوم عليها لأسباب غير منطقية بأنها سبب نهاية قطاع التجزئة. من المرجح أن تزداد قوتها في حال استمرت في تبني نهج إنترنت الأشياء في نموها، وإحداث قنوات محمية للوصول إلى عملائها.
تعد العناصر الثلاثة “القوة – السرعة – التدفق” أسلوبا موثوقا لتقييم قيمة الشركات الناشئة تقييما شاملا لإمكاناتها. وهي تجمع عديدا من الأطر لقياس قيمة الشركة باستخدام ثلاثة متغيرات بسيطة. فهي تسمح لمخيلتنا برؤية المستقبل بشكل أوضح بعيدا عن التنبؤ بما هو عليه الحال اليوم، وليس الاعتماد فقط على الأصول الحالية.
لا يملك المستثمرون موارد غير محدودة أو حصانة ضد المخاطر للاستثمار في أي من الشركات الناشئة أو جميعها. عليهم العثور على أفضل الشركات الناشئة بدقة في كل موجة. وبالمثل يجب على راكبي الأمواج المنافسين اختيار موجاتهم بحكمة وضمن الوقت المحدد لهم. فهم لا يفوزون بالبطولات بناء على عدد الموجات التي ركبوها؛ بل بالاستناد إلى جودتها التي تقاس بإمكانية الموجة مساعدة راكب الأمواج على توليد أقصى سرعة وقوة وتدفق مقارنة بمنافسيهم. بإمكان المستثمرين أيضا الاستفادة من سرعة وقوة وتدفق إطار العمل لاختيار أصولهم واستثمارها في شركات ناشئة واعدة احتمالية نجاحها كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى