أدب وفن

“التريُّث” “الدجاجة””المصير جهنَّم” مجموعة قصائد للشاعر عصمت حسّان

ألتريّث

ألجوع فينا والكوارثُ تعبثُ
ويقول حكامُ الظلامِ :
تريثوا

يا فجرُ قد قتلوكَ ذاتَ جريمةٍ
يا عتمُ قل لي
كم تدومُ وتمكثُ

كلُّ اللصوص الخائنين
رغيفنا
سرقوا البلادَ وبالفساد
تشبثوا

إن كان وحشُ الفقر
أخبثُ قاتلٍ
وحشُ النظامِ المستبدِ لأخبثُ

يأتي زعيمٌ بالوعود
محمّلاً
وإذا استقرّ على الرقاب
سينكثُ

والناسُ عمياءُ البصيرةِ لا ترى
بغلَ الرزايا في الأماني
يحرثُ

والأرضُ يابسةٌ يقطّعُ
قلبَهــا
لما ترى غولَ الفجيعة ينفثُ

ويعيث في طول البلاد وعرضها
والكلُّ مغبرُّ الضميرِ
وأشعثُ

أين الرجالُ الصالحون
نريدهمْ
حتى قياماتِ البنفسجِ تبعثُ

أينَ التغني بالبطولةِ
طالما
هذي المذلةُ في المآقي تمكثُ

يا ربُّ هل أبصرتَ حقّاً أمتي
هي من عناءٍ فادحٍ
كم تلهثُ

كانتْ كما أخبرتَ أفضل أمةٍ
هل بعتها يا ربُّ
ماذا يحدثُ

غاب الرجالُ الحاملون قضيةً
ويســودُ فينا أحمقٌ
ومخنّثُ

أخرجت يوسفَ من ظلامةِ بئره
قل لي بعتمِ ضياعنا كم نلبثُ


الدجاجة

لو أنّها كدجاجةٍ
كانتْ تبيضُ وتجلسُ
و الديكُ يخطبُ ودّهــا
ويضيءُ أصبعَها الضئيلَ المحبسُ

ويزغردُ الساعونَ خلفَ حكـومةٍ
يرتاحُ من هـمِّ الفراغِ
المجلسُ

وتفقّسُ الصيصانُ
قبل أوانهـــا
ويصير يرطنُ بالنشيدِ الأخرسُ

لو أنّها كدجاجةٍ
كانت حظيرتُنا انتهتْ من بؤسها
ومن الذئابِ الرابصاتِ
توسوسُ

كانت حظيرتُنا تأنقَ ديكُها
وجميعُ مَن فوق البلادِ تأمركوا وتسعدنوا
وتفرّسوا
وتفرنســـوا

لو أنها كدجاجةٍ كنا نمسّحُ ريشَهــا
طمعاً ببازارِ الوعودِ
لعلّ خيراً تنبسُ

كنّـا لَعَقنا بيضَها ، منقارَها
فلعلّ يكسبُ في غدِ الأيامِ
شعبٌ مفلسُ

لكننا ندري النجاسةُ كُرَّسَـتْ
إنْ غابَ نجسٌ
سوفَ يأتي أنجسُ

هذه الدجاجةُ ألفُ ديكٍ
شانَها
وغداً بقاموسِ الخيانةِ تهجسُ

وتخونُ فقرَ الناسِ
كلُّ حظيرةٍ فيها فسادٌ جائرٌ
ستكون حتماً للضياعِ تؤسّسُ

وتصيرُ تابعةً لمنْ ركبَ البلادَ
وشعبها
وتكون حتماً للوباءِ تهندسُ

هذي الدجاجةُ مثلَ كلّ دجاجةٍ
هي في قياسِ الصالحاتِ
المومسُ

فحكومةٌ ليست صنيعَ بلادها
عارٌ شـنيعٌ
كلَّ ذلٍّ تعكسُ

وحكومةٌ مثل الدجاجِ وضيعةٌ
كجميعِ من حكموا البلادَ
ودنّســـوا

يا شعبنا المسكينُ
ألف دجاجةٍ لوفقّسـتْ صيصانها
ستكونُ ديكاً
تحرسُ

فادخلْ إلى جهةِ الحريق ولا تخفْ
واكسرْ حظيرتكَ المخيفةَ
زندكَ الطوفانُ
قلبكَ خنجرٌ
ومسدّسُ

كلّ الأبالسة اللئامِ تجمعوا دهراً
فقمْ لتحطمَّ الجدرانَ
إنكَ أبلسُ

لا بدّ للظلماتِ يكسرها السّــنا
ويسيلُ من دمنا
نهارٌ مشمسُ


المصيرُ جهنم

مـرّ الخرابُ على البــلادِ
وســلّــمـا
وعلى قبور الناس أرسـى
سُلّـمـا

قالوا: لأينَ بنا الطريقُ
أجابهمْ
كان المصير ولا يزال جهنّمـا

فتبلكموا
وتمترسوا في غيِّهمْ
ظلوا فرادى
حين أُغلقتِ السّـما

كلُّ الطوائفِ للضباعِ
رهينةٌ
والذئبُ في هلع القطيعِ تزعّمـا

مرّ الخرابُ
وصاحَ أي خطيئةٍ
كادتْ لهذا الشعبِ حتى قُزِّمــا

قد كان جبّاراً وأرسى عالماً
فيه الخلودُ مع الزمانِ
ترنّمـا

أعطى لخارطة البنفسجِ بوحَهـا
والبحر من شدو الشراع
تكلّـما

والأرزُ قيلَ الربُّ كـوّنَ جذرهُ
لمّـا تجذّرً فيه كونٌ
واحتمى

أين الينابيع التي كانت فمـاً
قد أخرسوا
فيها الحقيقةَ والفمــا

والشهد كان النبض
قمحَ قلوبنا
هم حـوّلوا شهد المحبة علقمــا

مرّ الخرابُ
وكان قلبي صامتاً
فصرختُ هبوا
بالقصيدة والومى

هذي دماكمْ إنْ أُريقتْ عـزةً
صارتْ لأجيالٍ ستأتي
بلســما

كونوا لها حطبَ الضياء
تكونكمْ
هذي المدائنُ لن تصيرَ
مخيّمــا

والأرض لن تبقى أسيرةَ ظالمٍ
والناسُ لن ترضى
تكون كما الدمى .

مرَّ الخراب
فصاح حرفي صارخا
هبّوا
ينيرُ الحقّ مهما أظلما

والشعرُ سيفٌ
العدلِ نبراسُ التقى
غصنٌ براياتِ الضياء
تبرعما


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى