“مـواهـبُ الـفـنِّ حيثُ العـلـمُ والأدبُ” قصيدة الشاعر حسن علي شرارة
الشاعر حسن علي شرارة
مـواهـبُ الـفـنِّ حيثُ العـلـمُ والأدبُ/شـعّـتْ بمـجـلـسِـنا أقمارُه النُّجُبُ/ في محفِلٍ نحـوَهُ الأبصـارُ شـاخـصةٌ/والعبـقـريّـاتُ فـيهِ اليومَ تنتسبُ/
حسبي من المجدِ أنّ الفـنَّ غايـتُـهُ/بـعـثُ المـواهبِ إذ دانتْ له الرُّتَبُ/ ضاؤوا كما الشّمسُ قد ضاءتْ بعالمِنا/لا ليلُ بعدُ دجا لا نورُ يَحتجِبُ/
والـبَـدعُ أحــسـنُــهُ مــا كـانَ ذا هــدفٍ/فــلا ضــيــاعٌ ولا شــكٌّ ولا رِيَــبُ /شـعـرٌ، ورســمٌ، ومـوسـيـقًى، ومُخترَعٌ/مـنـائـرٌ واتّــصــالاتٌ ولا عــجـبُ/
تـدري بـمـكـتـشـفـاتٍ كـلُّ جـامـعـةٍ/في َبَـدعِهم خطّتِ الأقلامُ والكُتبُ/ هـمُ المُـجـلّونَ طِـبًـا في براعتِهِم/همُ الّذين سمتْ في علمِهم شُهُبُ/
يـا مِـصـرُ جـئـنـاكِ رُوّادًا وأدمــغــةً/مـن نيلك الثّرِّ نستسقي ونكتسبُ/ آتٍ أنـاجـيـكِ مـن لـبـنـانَ مُـعـتـرفًــا/بالمُعـطياتِ فأنتِ القصدُ والأربُ/
إنّــا أتــيــنــاكِ لــلإبــداعِ مــقــصِــدُنـا/رعـيٌ بــهِ نــحــن أمٌّ لـلـعُـلـى وأبُ/ نُـحـيـيـهِ مـؤتــمــرًا نُـحـيي بـه نُجـبًا/لا حـيثُ تغتالُهم في مهدِهم نُوَبُ/
سـقـيًـا ورعــيًــا بــأبــنــاءٍ عــبــاقــرةٍ/صِـيـدٌ كُـمـاةٌ هـمُ الأثـمـارُ والرُّطبُ/ همُ المُجلّونَ في فيضِ العقولِ هُمُ/ماءُ الحياةِ همُ الأنداءُ والسُّحبُ/
همُ العقولُ الّتي فاضت ذكًا/ وسنًاهمُ الّنفوسُ الّتي ما شابَها تعبُ/ قـد أثـمـرتْ مـن جَـنـانا كـلُّ تـجـربـةٍ/فـيـهـا تـفـاخـرتِ الأعـجـامُ والعربُ/
فـالـمُـبـدعـونَ مــنــاراتٌ تُـضيء لـنا/مستقـبـلًا فـجـرُهُ المنشودُ يُرتقبُ/ ألا هـنـيــئًــا لـكـمْ يـا خـيـرَ كــوكــبــةٍ/لــهــم مــآثــرُ عــنــدَ اللهِ تُـحـتـسـبُ/
ربّـي يُــديــمُ عـطـايـاكـم فـأيُّ يــدٍ/عـونًـا أتـتـكـمْ فنِعمَ العونُ والطّلبُ /هــذا هــوَ الــدّأبُ والأفعالُ صادقةٌ/والشّعـرُ مـا فيه لا لغوٌ ولا كذبُ/
قــرنٌ مـنَ الـزّمـنِ المعـطـاءِ لا نـجـمٌ/خـبـا ولا عـزمُهم يبلى ويَنشعبُ/ أقولُ والقولُ حقٌّ والحـديثُ رؤًى/مرّتْ ببالي فراحتْ تنجلي الحُجب/
القصيدة القاها الشاعر حسن علي شرارة في مؤتمرِ المجلسِ العربيِّ للموهوبينَ والمتفوّقينَ في القاهرةِ