مقابلات

حوار حصاد الحبر مع الأديب علي أبي رعد

Like |  Soumaya |  سبتمبر 22, 2019 |  أدب وفن 484 Views

من الإقتصاد إلى الأدب …تسافر الأرقام من المعادلات القاسية ،فتسبح بين السطور و الفوضى الخلاقة للكلمات ، في الإقتصاد نبحث و نرصد و نقيم المعادلات لنصل إلى نتيجة ، هذا الحاصل يكون رقما أي حقيقة …و في الأدب أيضا نبحث لكن ادواتنا تختلف ، نحلق في الخيال ، نتعاطى المجاز و ربما نكذب أحيانا لكننا أيضا نكون في رحلة بحث عن الحقيقة … و البحث عن الحقيقة هو البحث عن الجمال
الكاتب علي أبي رعد هو الباحث عنهما في كلا الحالتين ، اسلوبه خاص سهل ممتنع لا يشبه إلا نفسه ، أحيانا يكتب بشعرية مكثفة كالومض و في أخرى يقترب من الهايكو، و في مرات كثيرة يفاجئنا بنصوص موجزة تشبه الكبسولات الأدبية . التي يضمنها رسائل تلتحم بالمعاش اليومي و القضايا الساخنة و الكثير من الشؤون و الشجون …
كان لنا مع الكاتب علي أبي رعد هذا الحوار ..

1- تتميز بالإيجاز، نصوصك كبسولات أدبية إذا صح التعبير فيها قواسم مشتركة بين الشعر و السرد و الرسالة ، ما هو تصنيفك للنوع الأدبي الذي تكتبه ؟

ج- اولاً شكراً على هذه المقابلة الجميلة ، لا استطيع تصنيف ما أكتبه الى أي مدرسة او مذهب أدبي ، في الحقيقة أنا أكتب وعلى القارئ أو الناقد أن يحدد نوع النص الذي أكتبه ، لأن الكتابة بالنسبة لي نابعة من إنفعال داخلي وتعبير عن مشاهدات حياتية يومية في السياسة و الإقتصاد والإجتماع وما تعكسه من إحباط وإستفزاز ما دفعني لإبداء الرأي بهذه المواضيع جميعاً محاولاً نقلها بقالب أدبي يقبله الناس. كما أنه ورغم الصعوبة في تحديد المدرسة أو المذهب التي تنتمي اليه نصوصي .
إلا أنني أعتمد الإيجاز والتكثيف اللغوي واستعمال الكلمات السهلة والمعبرة ، بحيث بكلمات معدودة وبسيطة أعبر عن أفكار كبيرة وعميقة .
ورغم أنني لم أسلك نفس الطريق في كل ما أكتبه إلا أنني أعتقد أنها تندرج تحت عنوان الخواطر .
2- متى كانت بداية الكتابة ؟ ومتى أحسست لأول مرة أنك كاتب.
ج- منذ الصغر وفي صف الشهادة المتوسطة كتبت مسرحية ومثلتها في المدرسة وأيضاً في الجامعة كتبت مسرحية ومثلتها مع بعض الطلاب على مسرح جامعة بيروت العربية ، وأيضاً كتبت في بعض المجلات الثقافية وقدمت برامج ثقافية على بعض الإذاعات المحلية .
ولكن توجهي العلمي وإختصاصي في العلوم الإقتصادية أخذ كل إهتمامي فأصدرت خمسة كتب تعليمية في الإقتصاد تدرس في كافة المعاهد اللبنانية , في الآونة الأخيرة ومنذ ست سنوات بدأت بالكتابة عبر وسائل التواصل لا سيما الفيس بوك ، وكانت منشوراتي تلقى إعجاب الكثيرين وراح البعض يُشجعني على تجميعها في كتاب فأصدرت ” إبحار على متن كلمة ” وثم عرضه وتوقيعه في معرض بيروت الدولي عام 2018 .


3- ماذا تمثل الكتابة لديك . هل لديك طقوس معينة عند الكتابة وماالذي يمكن أن يحفز الهامك؟
ج- لا ليس لدي أي طقوس معينة عند الكتابة ، سبق وقلت أنني أنقل المشاهدات اليومية . فالذي يحفزني على الكتابة أي موقف اصادفه وفي أي وقت يدفعني للكتابة . فعندما أشاهد نشرات الأخبار وما تحمله تدفعني للكتابة أيضاً مشاهدة الطبيعة ، كما أنه عندما تستيقظ الذكريات في رأسي تحرك مخيلتي .


4- في كتاباتك تلتحم بالقضايا الملحة وبالمجتمع وشجونه ، الى أي مدى تعتقد أن رأي الكاتب مهم وذو تأثير على قناعات الناس ؟
ج- تنبع كتاباتي من الواقع المعاش وهي تلتحم بالمجتمع وشجونه فمعاناة المجتمع السياسية والإقتصادية والثقافية تستحوذ على تفكيري وتدفعني إلى الكتابة . فأحاول إظهار الصورة أكثر وضوحاً وجاهداً لإيجاد الحلول الممكنة .
فالكاتب الهادف يلعب دوراً مهماً في يقظة الشعوب ونهضتها وتوجيه الرأي العام ، ولو لم يوجد كاتب على مر التاريخ لم يكن هناك أي ثورة وأي تغيير في المجتمعات .
ولكن بوضفنا الحالي لاسيما في المنطقة العربية هناك مفاهيم عابرة تستحوذ على العقول مما يزيد من صعوبة عمل الكاتب وقدرته على التغيير. وطبعاً لأن الكلمة تعمر وما نكتبه الآن ونحن نقبض على اللحظة إن لم تجد الأرض الخصبة الآن ففي المستقبل (الكلمة هي البذرة التي تُزرع وستنبت يوماً ما إن توفرت الظروف المناخية لها) .


5- النقد هو أيضاً إبداع أدبي ،تشهد الساحة تجمعات ثقافية وشللية تفقد النقد موضوعيته ، ماذا تقول عن هذا الموضوع ، وهل انصفك النقاد ؟
ج- النقد مسألة ضرورية للكاتب كي يطور من اسلوبه وموضوعاته ويجدد بأفكاره ، وعليه أن يتقبل النقد ويوظفه في خدمة ما يصبو إليه ، وأن لا يُحبَط من النقد السلبي .
وعلى الناقد ان يتصف بالموضوعية لأن النقد التي تغلب عليه العواطف والصداقة بين الناقد والكاتب تُدمر الكاتب وعلى الكاتب أن ينتبه لهذا الأمر .
بالنسبة لظاهرة التجمعات الثقافية على كافة الأراضي اللبنانية هي ظاهرة صحية ومهمة ويجب دعمها بكل مستوياتها ونحن بأمس الحاجة إليها في هذا الجو المذهبي والطائفي والمناطقي.
لا أعرف إن انصفني النقاد ام لا ، لأني مستجد على الساحة الأدبية ، رغم أن لدي العديد من المؤلفات التعليمية منذ أكثر من عشرين سنة في حقول الاقتصاد والإدارة .
ولدي إصدار وحيد في الأدب استطيع القول أنه لقي إستحسان القارئ والناقد على حد سواء.


6- كقارئ ، ماذا تقول عن أزمة المطالعة في العالم العربي ، اي كتاب شكّل ما بعد وما قبل لعلي ابي رعد .
ج- أستطيع القول أن هناك أزمة مطالعة في لبنان والوطن العربي ومنذ أمد طويل ، وإلا من أين أتى كل هذا التخلف والجهل في مجتمعاتنا .
كما أن لوسائل نقل المعلومات أثر سلبي أحياناً سيما وأنه قضى إلى حدٍ ما على الكتاب الورقي.
علماً أن الإنترنت ساعد على توفير المعلومات للباحث وللقارئ بأقل ما يمكن من تكلفة وجهد.
معظم مُطالعاتي كانت علمية بسبب إختصاصي في الإقتصاد ، وقد اصدرت خمسة كتب تعليمية تُدرس في كافة المعاهد على الأراضي اللبنانية ولي مؤلفات غير مطبوعة في التسويق والإدارة.
لذلك كنت بعيد بعض الشيء عن المطالعات الأدبية.


7- افتراضاً ، إننا سافرنا عبر الزمن الى الماضي 50 أو 60 سنة ، كيف تتصور المشهد وماذا كان علي أبي رعد سيكتب؟
ج- الكاتب إبن بيئته يتأثر ويؤثر ، فلو سافرنا بالزمن لرأينا المشهد مختلفاً بعض الشيء انظمة تتغير ، إجماع حول القضية المركزية (فلسطين) نهضة أدبية وفكرية ، كنت سأكتب للثورة والتغيير .


8 – ما هو مشروعك الأدبي الجديد ؟
أنا كأي مواطن يعيش المعاناة اليومية , لكن أنقل مشاهداتي بقالب أدبي , فالأحداث والمواقف هي التي تتحكم فيما أكتبه وبالتالي كلما امتلأت جعبتي بهذه المواقف جمعتها بكتاب


9 – سؤال تحبه ولم يوجه إليك من قبل
هناك أسئلة كثيزة تتبادر لأذهاننا ونعرف أن لا إجابة لها . لكننا نسأل
10 – كلمة أخيرة
كل الشكر لكم على هذه المقابلة أديبتنا الراقية مع الأمنيات بالتقدم والإزدهار لموقع حصاد الحبر وبإعلاء صوت الأدب والفكر في هذه الصحراء

من مؤلفات الكاتب علي أبي رعد

نبذة عن الكاتب علي أبي رعد

دراسات عليا في الإقتصاد مارس التدريس في جامعة بيروت العربية وفي معاهد التعليم المهني والتقني .. عمل في الصحافة والإعلام .. له مؤلفات في الإدارة والإقتصاد تُدرّس كتبه التعليمية في معاهد ومدارس التعليم المهني والتقني الرسمي والخاص .. حالياً يقوم بوظيفة مدير معهد شمسطار الفني الرسمي ..رغم إنشغاله بأعمال الإدارة في المعهد والتأليف والبحث الإقتصادي .. في العام ٢٠١٨ ومن خارج سياق عمله وإختصاصه وقّع باكورة عمله الأدبي (إبحار على متن كلمة ) إصدار دار ناريمان للنشر وهو مجموعة نصوص على شكل خواطر وومضات وعناوين لموضوعات متناثرة أملتها المشاهدات اليومية بقالب أدبي يعتمد السهولة في التعبير والتكثيف اللغوي .. وينفي أنه يكتب الشعر إنما كتاباته عبارة عن أفكار حاول إيصالها بقالب أدبي .. وقال في هذا الشأن( عُذراً يا سيدي لا شأن لي بالكتابة والقلم .. لكنني منذ زمن .. وأنا أعصر الألم على الورق )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى