أدب وفن

ليس للشاعر ” برستيج” …بقلم الشاعرة أماني غيث

ليس للشاعر “برستيج”

ليس للشاعر ” بريستيج” . لا تلزمه نظارات شمسيّة من ماركة ديور ولا ربطات عنق فرنسيّة ولا ثياب براند ولا ساعة مرصّعة بالأحجار ولا صور مفلترة ولا أن يبتاع ابتسامة هوليووديّة ووجهًا دون تجاعيد أو سيجارًا ثلاثي الأبعاد.
هو ليس وزيرًا أو رئيسًا أو مديرًا وليس لصًّا أو عارضة أزياء وليس نجم سينما .
الشاعر وطنٌ وشعب، مملّح بالغبار والقضايا الكبرى، هو أكثر المعنيين بالركض وبنهار ممتلئ متشقق القدمين. معنيٌّ بتشذيب الدمع عن خدود اليتامى، بأن يعجن من حروفه خبزًا للفقراء وأن يمدّ قصائده سقفًا للمنبوذين والمنفيين والمختلفين، ومعنيٌّ بصرخات الأمهات ومخاض قلوبهن ، بأن يلون في مرايا كلماته معاناة المرضى والموجوعين وصراع دمهم مع الكيمياء والصراخ .
هو صورة الأحزان والمشكلات والفواتير المزمنة وهي تقف في الطابور وبحّة المطالبين وهم يرفعون يافطات الحب والحرية في ساحات القمع، هو الأطفال الذين تموت ألعابهم باكرًا فيكدّ جلدهم الطّري حاملين براءتهم فوق ظهورهم إلى أن تلتوي عظام أحلامهم فتنكسر.
الشاعر هو البلاد والشوارع التي لا يمكنها التوقف عن المشي وهي تئن تعبًا وجوعًا ، تقطّب جراحها ثم تُكمل المسير .
الشاعر هو الذي تطرح أوراقه دائما هذا السؤال : كم استطعت أن أغيّر؟ دون أن يشغله هل صفقوا لي ؟ أو هل أعجبتهم قصائدي؟ هل ذُهِلوا بإلقائي ؟
الشعر هو الحياة كما هي، بالجينز والقمصان الناقصة الأزرار ، بأشيائها العادية والمرقعة، دون قشور او أقنعة. هو القصائد تتصبب عرقًا ودمًا وثورة وتحمل في أيديها الحجارة والعصيّ والتغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى