قراءةأدبية للدكتور عماد يونس فغالي في نص الشاعرة سمر كرامة
نص أدبي للشاعرة سمر كرامة
هناك لقاءات لا نعرف أسبابها و لمَ تصادفنا؟
هل لتوقظنا من سباتنا؟
هل لتنبض في عروقنا عرس الياسمين ؟
أو ربما تأتي لتعذبنا بلذة اللقاء .حيث تمتد أيدينا لإحتضان تلك الرغبة تصفعنا الرهبة!!!!
هناك لقاءات ؛ و إن أغمضت بصرك عنها لا تحجبها بصيرتك !!!
و أمام البصر و البصيرة ،و القدر و الحيرة ،
و ما كتب لنا و ما كتب علينا فقط الذهول و ليس سوى الذهول!!!
لقاءات تتركنا بين فكي التعلق و الفراق حائرين أمام المفارق الموازية تماما لأمنياتنا و انعكاساتنا لتبدلاتنا و تلبداتنا حيث تتزاحم الوجوه و تتصافح الابتسامات الملونة و تتودع القلوب الباردة .
لا يبقى سوى كف اللقاء الناصع يربت على الذاكرة كلما غلبها النعاس.
هناك لقاءات تمر بنا قوس قزح ينبض بأطياف تدغدغ بأناملها السحرية على مرايا الروح ، و ترسم ملامحنا على محياها.
و يحدث أن تكون أقدامنا صامتة ، و الإتجاهات ثرثارة تغري آذان الشوق ،
و ربما نقف …
بأنتظار الضوء الأخضر لإشارة المرور القدرية
و ما نكاد في بداية الإنطلاق حتى
تستوقفنا محطات مفاجئة تُغرينا و تُغرّمُنا تُواسينا و تعذبُنا …..
و الآن …
دعكَ من تساؤلاتي …و أفتراضاتي ….
من هواجسي ….و أضطراباتي …..
و دعني أسألك : من أنتَ في زحمة كل هذه اللقاءات ؟؟؟؟ .
سمر كرامه
لقاءاتٌ، وأنتِ! قراءة أدبية بقلم الدكتور عماد يونس فغالي
اللقاءات، جمعٌ لحدثٍ، لحالة فاعلة في الكائنات، لم تخلُ يومًا من حياة! اللقاء خروجٌ من ذات، من سكينةٍ وثبات. خروجٌ إلى آخر في اختلافه وتغيّرٌ إليه. اللقاءُ تفاعلٌ لا بدّ آتٍ على جديدٍ، يولّده، يضعُه في وجود!
وتسألين يا كاتبة عن اللقاءات؟ تحيّركِ تحرّكاتها، الأنّكِ في داخلها، تتفاعلين وتعانين؟ أم هي تفعلُ فيكِ تغيّراتها فتتمتّعين؟
وأضفتِ عنصرًا منكِ تجاهها، اللقاءت. “تمتدّ أيدينا لاحتضان تلك الرغبة”. عنصرٌ مفارقة، الرغبةُ تسبق فعلَ اللقاء، تدفع إليه، تخلقُه أحيانًا، وتحدّد مصيرَه في مكان. أمَا أردفتِ تعلنين: “تصفعنا الرهبة”؟
ومن ضيوف اللقاء شبه الدائمين الذهول. هو عاملُ الدهشة، هو الجاذبُ في اللقاء وإليه، “وما كتب علينا فقط الذهول وليس سوى الذهول!!!”.
وفي اللقاء لقاءٌ بينه وبين شخصكِ، حفرتِ به بحثًا، اهتديتِ إلى تحوّلاتكِ فيه. وهنا حقلٌ معجميٌّ فائض، انسحبَ على مخزونكِ الكامل تبادلاً…
لكن، تستوقفني محطّة نصيّة بالغةُ الدلالة. “ويحدث أن تكون أقدامنا صامتة ، والإتجاهات ثرثارة تغري آذان الشوق. وربما نقف…” قد تحاولين إقناعًا أنّها جاءت في مجرى السياق، لكنّها لم تمرَّ مرورَ كرام، وإن في انسياب. عندما “تكون أقدامنا صامتة”، والاستعارةُ وحدها تغري فتغوي، لأنّ الإنسانَ وإن شُلّتْ حركتُه الجسديّة، أوّاه من نفسه كم تحييها… ثرثرةُ الاتّجاهات تحملُ أقدامَنا في رحلاتها المحلّقة عبر “الضوء الأخضر لإشارة المرور القدريّة”، “وربّما نقف” عنوةً، رغم “تساؤلاتي …وأفتراضتي ….
من هواجسي ….و أضطراباتي …..”
وتسألين، كفي محطّة ضوئيّة من قلبكِ: “من أنتَ في زحمة كلّ هذه اللقاءات؟
ويلذّ هنا للقارئ، أنا، لا جواب، تمتّعٌ يكفي!!!