بذرة غرور /قصة قصيرة / بقلم الكاتبة فضيلة معيرش
بذرة غرور
تتسرب مياه راكدة لتسقي بذرة غرورها لتعظم في نفسها قدرتها على مواجهة أقوى و أعتى المواقف لن يكسر لها عود ولن يجف ضرع ما تقتات منه من حليب الدهاء . ارتدت لتوها شرنقة التكبر مزهوة، يتلقون وعودها بحبور وغبطة ، تغدو أحلامها بجمع أموالٍ طائلة كانتقام من حياة الفاقة التي جثمت طويلا على أنفاسها ، ربحت أصعب القضايا التي عجز أشهر وأقدر المحامين على كسبها أو حتى الاقتراب منها ، أضحت شهيناز أشهر من نار على علم ،كيف لا ترفع رهان التحدي ؟ وهي تسلك طريق الدفاع عن ذوي المهمات المشبوهة غير آبهة . ذاع صيتها وأصبحت مقصد أهل من أدخلوا السجن واستحال خروجهم وأحكامهم القضائية ثقيلة ، تخرجت من كلية المحاماة كانت الأوّلى على دفعتها ،تكهن كل أساتذتها بقدرتها الفذة في كسب أصعب القضايا ورصد أدق الثغرات التي توصلها لكنه الحقيقة .
تمرّ سنوات قليلة يزداد فيها يعدها وإهمالها لأسرتها واقترابها أكثر من تخزين الأموال .
يظهر تقاعسها في كسب قضايا أخذت أتعابها سلفا ولم تعر أصحابها مشقة رد ما تقاضته منهم حين خسرت قضايا ذويهم ، تراكمت الشكاوى في حقها ، ما كانت تحسب أن هناك من يترصد لحظات سهوها ويثبت جرمها المشهود بتسجيل صوتي خفي لتجد نفسها في دائرة الاتهام وقد سحب منها مؤهلها في المحاماة وصودرت أموالها ومنزلها، لا أحد من أسرتها يقضم مُرّ ما لحق بها أو يسكب بوجهها العابس لحظة فرح عابرة.
*كاتبة و قاصّة جزائرية