سطور مهداة لروح الكبير بلال شرارة في ذكرى الأربعين
كتب الأديب عماد شرارة
في الحزن الأربعين لإنتقاله إلى الضفة الأخرى و تحالفه مع الخلود ، لم يبارح
( بلال شرارة ) قلبا و لم تنسه شفة ، بل أصبح كتاب تاريخ جمع بين دفتيه
خفقات قلوب و وشوشات نسائم و همسات حب و شذى زهر و أقاح …
ما ادخره في حياته سماء زينتها عشرات الدواوين و الشموس و الأقمار ، و
جنات تتفتح فيها براعم ورود و مواعيد و لقاءات و خفقات قلوب فزعت الفراق
فراحت تنساه بالعناق ، و خافت عين رقيب فاستظلت وارف الأوراق …
موهبة بلال شرارة تخطت وقار الموقع الذي كان فيه ، و الذي لم يستطع أن
يضبط نبوغه و يرده إلى قالب الإلتزام ، فالموهبة تأبى التقولب لأن فيه زوالها ،
فكان النحلة الحرة التي تلملم الأريج من رياض العاشقين لينثره على مساحة
دنيا الآخرين …
في هذه العجالة ، و من هنا ، بلال لا يختصر بمقالة و لا بحفل تأبين و لا برثاء
تقليدي عابر ، فهو كالرياح يهب وكاللجج يفيض و كالسحاب يهطل ، فيصرعك
إن لم تقو على الهروب …
فيا بلال ، و أنت الذي ناولتنا كفا بليونة النسيم ، وهزيت قمح إبداعك فآوت
لحركتك الثقافية في لبنان كل أطياف المثقفين ، و وهبتنا خضرة حروفك غدا ،
لا بد وأنك ماطر ( بلالا دائما ) في أرض مستقبل جديد مديد !!!!!