منوعات
المشهد الفسطيني عام 2020
مدخل المشهد الفلسطيني 2020
غادرنا عام 2020 الأكثر كارثية من بين الأعوام السابقة . غادرنا وقد خلّف وراءه تحديات خطيرة تواجه قضيتنا الفلسطينية بعناوينها الوطنية :-

- استمرار الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح ، والمُكرّس عبر الانقسام الجغرافي بعد أن كان سياسياً بين الضفة والقطاع . مع استمرار الاعتداءات المتكررة على القطاع تأتي للدلالة على أن العدو لا يقيم وزناً لأية تفاهمات أو تهدئة ، واتفاقات أوسلو بعد ما يزيد عن 27 عاماً خير دليل ، على الرغم ما قدمته قيادة منظمة التحرير من تنازل عن 78 بالمائة من أرض فلسطين ، واعترفت بالكيان الصهيوني كدولة . وعلى الضفة الأخرى استمرار مشهد الإخفاق والعجز الكبيرين الذي تعاني منه باقي الفصائل افلسطينية من خارج حماس وفتح ، في عدم قدرتها على ممارسة الضغط لإنهاء هذا الانقسام المتواصل منذ العام 2007 . وبالتالي تحولها إلى متلقي عما ينتج من حوارات ثنائية فتحاوية وحمساوية في اسطنبول والدوحة والقاهرة ، وقبلهم الإطلالة الإعلامية لكل من الشيخ صالح العاروري وجبريل الرجوب ، كمحصلحة تفاهمات قد سبقت تلك الإطلالة . من دون أن يكون للفصائل رأي في جملة القضايا والعناوين ، المتصلة أولاً بالانقسام ، وثانياً بتراجع المشروع الوطني ، المتمثل بانهيار النظام السياسي الفلسطيني ، وكيفية الخروج من المأزق ، من خلال الآليات والخطوات الواجب السير بها كخارطة طريق لإنهاء الانقسام ، ومدخله إعاادة تطوير وتفعيل منظمة التحرير، وفق شراكة وطنية ، تبيّن أنها لفظ إنشائي ليس إلاّ . وعلى الرغم من ترحيب الفصائل لما توصلت له الحركتان ، من خلال في مسارعتها إلى المشاركة في اجتماع الأمناء العامون في 3 أيلول ، من خلفية تسهيلها لتلك التفاهمات ، أملاً في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة . ولكنها فوجئت بما طعنت به ، عندما أعادت السلطة العلاقات مع الكيان الصهيوني ، من خلال تغريدة لوزير تنسيق الشؤون المدنية حسين الشيخ في 17 تشرين الثاني ، معيداً بذلك عقارب الانقسام إلى الوراء .

- ” صفقة القرن ” الصهيوأمريكية ، التي أعلن عنها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بحضور سفراء دول التطبيع الرجعي العربي . والهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين ، وإنهاء عمل الانروا بتوقف الولايات المتحدة عن دفع حصتها ، وتحريض الدول المانحة كي لا تفي بالتزاماتها المالية . ومن ثمّ الاعتراف بسيادة الكيان على الجولان العربي السوري ، والإقرار الأمريكي على لسان وزير الخارجية بومبيدو بأن الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي . مضافاً لذلك ما صرح به السفير الأمريكي فريدمان لدى الكيان ، بأن من حق الكيان ضم يهودا والسامرة ( الضفة الغربية ) إلى الكيان . والتزام كل من نتنياهو وبني غانتس العمل على ضم وادي الأردن وشمال البحر الميت إلى الكيان ، والتي تقتطع ما يعادل 30 بالمئة من مساحة الضفة المحتلة. تلك الخطة التي كان من المقرر تنفيذها في تموز 2020 ، ولكنها توقفت إلى حين استكمال عمليات التطبيع بين الكيان الصهيوني ودول عربية .

- تسارع اتفاقات التطبيع بين العديد من النظم في الدول العربية الرجعية مع الكيان الصهيوني ، وبورصته حتى الآن شملت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب ، بمبادرة وضغوط أمريكية . خطوات التطبيع تتطور سريعاً لترتقي على شكل تحالفات مشبوهة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في خطوة مكشوفة لتغيير أولويات الصراع في المنطقة ، فبدل أن يبقى مع الكيان الصهيوني العدو الأوحد ، يُراد أن يتحول إلى صراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا ومحور المقاومة .

- على الرغم من تعقيدات المشهد الفلسطيني المصاب بأكثر من عنوان ، والذي يواجه جملة من التحديات ، أضيفت لها تحدٍ من نوع أخر هو تفشي جائحة كورونا ( كوفيد 19 ) ، والذي أثقل من الهموم بأبعاده الاقتصادية والصحية والاجتماعية . إلاّ أن صلابة وإرادة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الوطنية والتاريخية ، وبخياراته في المقاومة ، وتلك النضالات التي يخوضها الأسرى البواسل ، أبطال معركة الأمعاء الخاوية في مواجهة إجراءات سلطات العدو الصهيوني ، وصمود أهلنا المقدسيين في الدفاع عن عاصمتنا الأبدية ومقدساتنا في القدس المحتلة ، إلاّ مكملاً لملحمة المقاومة ونضال وكفاح شعبنا على أرضنا الفلسطينية المحتلة ، في سياق من التكامل الكفاحي مع شعبنا الفلسطيني في الشتات القريب والبعيد ، الذين يؤكدون على مواصلة التمسك بحق العودة ، رافضين كل أشكال التوطين والتهجير . كان الرهان وسيبقى على قدرة شعبنا في إدامة الصراع مع العدو ، وإبقاء الحساب مفتوحاً معه ، إلى أن إسقاط مشروعه الصهيوني الإجلائي والإحلالي عن أرضنا الفلسطينية .