أدب وفنهمسة

“مانغودينام “قصة قصيرة / سمية تكجي*

مانغودينام


قصة قصيرة


سنوات كثيرة مرت منذ أن زرعنا نواة المانغو الأفريقية في الحديقة
و في الشارع نفسه و بمحاذاة حديقتنا ثمة شجرة مانغو أخرى عند جيراننا …مرت السنوات كانت شجرة الجيران تثمر كل سنة وأمّا شجرتنا فأثمرت مرة واحدة فقط و امتنعت عن ذلك لباقي السنين …جربنا جميع الوسائل من اسمدة و تلقيح، و تشذيب،و لكن بلا جدوى …
كانت اغصانها تتكاثر و جذعها يحفر عاموديا طريقه نحو السماء..
في أحد الأيام أسّرت لي الشجرة …!!!
الشجرة كانت حساسة فالأحاديث التي تتهادى إلى مسامعها سببت لها جروحا لا تلتئم و اثر على قرارها بالإنجاب…كل زائر على شرفتنا كان يراها ، أول سؤال كان يطرحه، ” هالشجرة من وين؟
مما جعل الشجرة تحس بالغربة …!!! هل أثمرت…؟؟ أفففف الشجرة التي لا تثمر قطعها حلال …!!!
و كذلك كانت ترى الأطفال كيف يرمون الشجرة المثمرة عند جيراننا بالحجارة…فشعرت بالجحود و خافت على صغارها من عنصرية المتربصين.
لكنها بالمقابل باحت بأسرار جميلة …
تحت ظلال الشجرة كانت الغاردينيا تتفرع غصونها و تحمل ازرارها كشامات بيضاء ترصع ثوب عذراء خضراء….
قصة حب جمعت المانغو و الغاردينيا و تشابكت جذورهما في أجمل قصة حب بقيت طي الأرض ….!!!
الشجرة وهبت نفسها و ظلالها للغاردينيا و كانت الغاردينيا تبادلها الشكر عطرا …!!! و أحست بمعنى للحياة
و أما عن اليمام فالحديث يطول كثيرا…
كانت اعشاش اليمام تملأ الشجرة و كانت الشجرة تعيش الأمومة بامتياز باحتضانها لصغار اليمام …!!! فأحست بامتلاء….لا تفسده المواسم و المشاعر القصيرة الأجل …!!!
المانغو بين الغاردينيا و اليمام …أحست بحضورها و عطرها و مذاقها…
و أنا اطلقت عليها مذاك اسما جديدا “مانغودينام”…!!!

*شاعرة و قاصة لبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى