الدكتور وجيه فانوس في مُقارَبات ثَقافِيَّة وأَدَبِيَّة
الحلقة الرابعة
(إتِّحادُ الكُتَّاب اللُّبنانيين)
أسئلةُ الشَّاعِرَتَيْنِ
“مُنى مشون” و”ميشلين مُبارَك”
1) منى مشون
تركت فراغاً كبيراً في الاتحاد العام للكتاب اللبنانيين وشاءت الظروف والأحداث ( ثورة ١٧ تشرين ) ان يقع الانقسام بين اعضاء الاتحاد شانه شأن مكونات الوطن ككل
السُّؤال الأوَّل : ما هو مستقبل “الاتِّحاد” في ظلِّ هذا الَّتشرذم ؟
السُّؤال الثَّاني : وهل ما يزال له دور في ردم الهوَّة بين الكُتَّاب والمثقفين المتعدِّدي الانتماءات الخارجيَّة والطَّائفيَّة والمذهبيَّة والحزبيَّة ؟
طالما ثمَّة وعي ثقافيٌّ جادٌ في لبنان، فاتِّحاد الكتاب اللبنانيين ضرورة لا بدَّ من العمل ضمنها وعليها في جميع الأوقات والأحوال والمناسبات؛ إذ “الاتِّحاد” وجود جامع للكُتَّاب اللُّبنانيين، وكم نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى هذا الجمع؛ وإذ يجب العمل على تأمين “الاتِّحاد” فسحةَ حريَّةِ فِكْرٍ ساميةٍ، بعيدة عن الاستنساب والفوضى، فـ”الاتِّحاد” رحابةُ فضاءٍ لن يُمكن العيش من دونه.
2) ميشلين مبارك
كيف كانت تجربتك، دكتور، مع اتحاد الكتّاب اللبنانين؛ وما كنت تتمنى تحقيقه ولم تستطع.
انتسبتُ إلى “اتِّحاد الكُتَّاب اللُّبنانيين” منذ سنة 1984، زمن ولاية الأمين العام الأستاذ “أحمد سُوَيْد”؛ فأنا اليوم في السَّنة السَّابعة والثَّلاثين من سنوات العضويَّة، التي لم تتوقَّف على الإطلاق؛ ولعلِّي أكون، بهذا، مِن أقدمِ أعضائهِ الذين لم ينقطعوا عنه وعن مرافقة شؤونه وشجونه وتطوُّرات أحداثه.
عشتُ في عضويَّة الهيئات الإداريَّة للإتِّحاد، طوال ثلاث وثلاثين سنة؛ بين “أمين الشُّؤون الثَّقافيَّة”، في ولاية الدكتور “روحي البعلبكي”، و”أمين عام مساعد”، في الولاية الأولى للشَّاعر “جوزف حرب”، و”نائب الأمين العام”، في الولايتين الثَّانية والثَّالثة للشَّاعر “جوزف حرب”، وفي ولاية الأستاذ “سليمان تَقِيِّ الدِّين”، و”أمين عام” في المدَّة التي تبقَّت من ولاية الأستاذ “تقيِّ الدِّين”، إثر استقالته من الأمانة العامَة؛ ولولايتين لي.
شاركتُ، عبر مسؤوليَّاتي في “اتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين”، بنشاطاتِ “الاتِّحاد العام للأدباء والكُتَّاب العرب”، ممثِّلاً أساساً لـ”إتِّحاد الكتَّاب اللبنانيين”، طوال ثمان وعشرين سنة؛ تسنَّى لي فيها أن أكون “نائب الأمين العام للإتِّحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب”، لدورتين اثنتين متباعدتين، أولاهما دورة سنة 2003، في ولاية الدكتور “علي عُقلة عرسان”، وثانيتهما، بعد ذلك، في دورة 1916، في ولاية الشَّاعر “حبيب الصَّايغ”؛ ثم تشرَّفتُ أن صار اختياري “المستشار العام للأمانة العامَّة للإتِّحاد العام للأدباء والكُتَّاب العرب”، دورة 2019، في الولاية الثَّانية للشَّاعر “حبيب الصَّايغ”، والتي انتهت، بوفاته المفاجة، بعد أقلّ من سنة.
هذه تجرية أغنت ثقافتي الاتِّحاديَّة، على الصَّعيدين اللُّبناني والعربي؛ كما مكَّنتني من فهم كثيرٍ من مجالات الحراكات الثَّقافية والأدبيَّة في لبنان والعالم العربي؛ وكان أن شجَّعتني على توسعة دوائر نشاطات “إتِّحاد الكتَّاب اللُّبنانيين”، خارج مزالق الطَّائفيةِ والمذهبيَّةِ والمناطقيَّةِ والتنازعاتِ السِّياسيَّةِ بين الأنظمةِ العربيَّةِ الحاكِمَةِ، التي ما انفكَّت تفتك بعقول كثيرين؛ كما شجَّعتني وساهمت في مساعي أن يكون “اتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين” مُحرِّكاً أساساً في مجالات العمل ضمن اتحادات الكُتَّاب العرب وروابطهم الأدبيَّة؛ بل إنَّ “اتِّحاد الكُتَّاب اللُّبنانيين”، أصبح، في هذه الآفاق، مرجعاً ومُنشِّطاً لايستهان به.
بذلتُ جهداً، في “اتِّحاد الكُتَّاب اللُّبنانيين”، في سبيل إصدار سلسلة سنويَّة من الكُتُبِ، بعنوان “دراساتٌ وشهادات”، تكريماً لإتِّحاديين؛ وتمكَّنتُ من إصدار كتب عن “جوزف حرب” و”محمد علي شمس الدِّين” و”محمَّد كريِم” و”أنور سلمان” و”باسمة بطولي”؛ وكنتُ أعِدُّ العدَّة لإصدار كتاب عن “عبد الكريم شمس الدِّين” وآخر عن “طارق ناصر الدِّين”.
عملتُ على حصول غير المضمونين، صحيَّاً واجتماعيَّاً، من أعضاء الإتِّحاد، على تأمين ما قد يحتاجون إليه من ضمان صحيٍّ واجتماعيٍّ، بالسَّعي الحثيث، طيلة سنوات، إلى انتساب “الإتِّحاد” إلى الصُّندوق الخاص للضَّمان في “وزارة الثَّقافة” في لبنان؛ ولقد تمكَّنت من استخراج دراسة من مكتب “وزير الثَّقافة”، في حينه، الأستاذ “ريمون عريجي”، تُثبت حقَّ “الإتِّحاد” في الانتساب إلى هذا الصُّندوق.
وجدتُ نفسي مضطرَّاً إلى اتِّخاذ قرار الانسحاب من “الهيئة الإداريَّة” للإتِّحاد؛ وآثرتُ، مذذاك، أن يكون هذا القرار، بالنِّسبة لي، بأقصى ما يمكن مِن الصَّمت المدوِّي. وليس الآن الوقت المناسب، على الإطلاق، لا لكسر الصَّمت، ولا لِاكْتِتامِ الدَّوي.