أدب وفن

خارج الحياة داخل الموت /بقلم الشاعر إدريس سراج/المغرب

خارج الحياة داخل الموت

مد يدك
لأهبك
موتا
خارج الموت
لترى
أباك ينتفض
من غبار عظامه .
لترى
حفيدك يكبر
و لا يعرف شكلك .
مد يدك
لأصفع بك الريح
أنت هنا و هناك
و لا يعلم بك إلاي
مد يدك
لتتحسس جلد
من سبقوك إلي
أعزاؤك
الذين مروا من هنا .
سأعد لك
وليمة حزن كي
تشتعل الحروف
و أعد لك
الصور حطبا للكلمات .
مد يدك
لا ترهقني
أنت آت إلي
لا محال .
خذ نفسا
ثم مد يدك
لتتلمس جراحك
القديمة و الآتية
سأهبك دمعة
طالما اشتهيتها
كي يلتهب حلمك
كي تكتب
عن الفرح العابر
و الحزن الغائر
و عن ذاكرة الأميرة
و عن رعب
النجوم من نور قلبك
و عن المارين
بسماء عينيك .
مد يدك
لتلحق بأحبائك دون وجل
و تحلق روحك
فوق رياضي
و تكنس الذاكرة
من العابثين بالذاكرة
مد يدك
لأصطحبك إلى نوري
لتقبس منه
شمعة لما تبقى
من لياليك المنفلتة
من زحام
اليومي ونباح
الشاردة و الواردة .
خارج الحياة
فوق صدر الموت
انتفض
ثم انتصر لخوفك
ومد يدك
لأندلس فوق
رخام روحك
و مد يدك
لما
قد يصيب المكان
من تجعد الكلام
و مد يدك
لياسمين بيتك القديم .
لك
ما ليس لك
لك
روح تتسرب
بين انامل التعب
لك
اميرات
في حجر حلمك
كبرن
صرن حمامات
يسورن بهديلهن
ضريح الغياب .
لك
ما ليس لك
لك
عنب الليلة الأخيرة
لك
سماء الأغنيات
لك
ما تبقى لك
من الحياة التي
ليست لك
لك
خريف العمر
و شطحاته
مد يدك
إذن و لا تسعف
قلبك الضعيف
حين يحن
او يجن
وتقدم
صوب الريح
و احي
كما لم تشأ
و مت
كما شاءوا
و اكتب
وصاياك مرة أخرى
و ابصم بدمك
حروفك المنسية
و انسج لخبلك
مهدا
أو لحدا
لتصونه منك .
ولدت
في حضن من تنتعش
بدم صغارها
و تهاوت
حين صدقت رغد ها
وحدك
تكابد الحلم
وحدهم
ينتشون بالغياب
وحدهم
ينتصرون للغياب
وحدك الماء
وحدك المدى …………..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى