(عُمَر حَمَد ملامح من حياته وشعره وبيئته (الحلقة الخامسة) (المُلاحَقَةُ والدِّيوان العُرفي والمشنقة)
الدكتور وجيه فانوس
لَمْ تَبْتَسِمُ الأيَّامُ كثيراً لِمُؤيِّدي «جمعيَّة الإصلاح»، في شؤون السُّلطةِ في الدَّولةِ العُثمانيَّة؛ إذ سُرعان ما عاد «حزب الاتِّحاد» إلى تَوَلِّي مقاليد السُّلطة، قُبَيْلَ بدءِ الحربِ العالَمِيَّة الأولى. انطلاقاً مِن واقعِ الحالِ هذا، فإنَّ جماعاتِ «حِزب الآتِّحادِ» بَدَأوا يَعْمَلونَ عَلى مُضايقةِ المعارضَةِ السِّياسيَّةِ لَهُم. كانت مجموعةُ «الكُليَّة العُثمانيَّة الإسلاميَّة» مِنَ المُعارضين؛ وكانَ لِـ «عبد الغني العْرَيْسي»، كما لـِ عُمَر فاخوري» وكذلِكَ «عُمَر حَمَد» وسواهم، مَلَفَّاتُهم الجاهزة لِلْبَحْثِ والتَّحري لدى المُحَقِّق السِّياسي التُّركيِّ في بيروت.
وَصَلَ، مع بِدْءِ أحداثِ الحرب العالَمِيَّة الأولى، «جمال باشا»، ناظرُ البَحرِيَّة التُّركيَّة والعُضو البارِزُ في «حِزبِ الإتِّحاد» الحاكِم، قائداً لِلْفَيْلَقِ الرَّابعِ التُّركيِّ، إلى مدينةِ دِمشق، في اليومِ الخامِسِ مِن شهرِ كانون الأوَّل سنة 1914. وما لبث، «جمال باشا»، أن أنشأ «الدِّيوان العُرفي» في مدينة «عاليه» ، من «جبل لبنان»؛ علاوةً على الدِّيوان العُرفِيِّ الآخَر، المؤلِّف، مِن قبلُ، في دمشق. كان تأسيس «الدِّيوان»، في «عاليه»، إشارةً واضحةً إلى أنَ «الباشا» سيُلاحق المُشتبَه بأمرهم من أهل بيروت وسائر أنحاء لبنان(1)؛ إذ سرعان ما انطلقت سلسلة من التَّحريَّات والاستقصاءات والتَّعقُّبات، وكان من نتيجتها السَّجن والنَّفي لكثيرين؛ كما كانت أحداث الحرب العالَمِيَّة الأولى تشتد، خلال ذلك، وتعنف.
جمال باشا الحاكم العسكري الطوراني في بلاد الشام
يبدو أنَّ أحداً أبلغ مجموعة «الإصلاحيين» في بيروت، أخباراً عن إمكانيَّة القبض عليهم من قبل سُلطةِ «المجلس العُرفي» في «عاليه»؛ ويبدو أنَّ «عبد الغني العْرَيْسي» ومعه «عُمَر حَمَد» وكَوْكَبَةٍ مِن زملائهم عرفوا بهذا الأمر؛ فكان لا بدَّ لهم من الاختفاء، من وجه رجال الأمنِ في السُّلطة الحاكمة وجواسيسهم. رحلَ «عُمَر حَمَد»، كما «عبد الغني العْرَيْسي» و«عارف الشَّهابي» و«توفيق البساط»، فَوْراً عن بيروت(2)؛ وتوجَّه «عُمَر حَمَد» إلى دمشق. وكان أن أحاطَ رجالُ السُّلطةِ الطُّورانِيَّةِ بالمنزل الوالديِّ لِـ «عمر حَمَد» في بيروت، بحثاً عن «عُمَر»؛ ولمَّا لم يعثروا لهُ على أثرٍ، فإنَّهم صادروا مجموعةً كبيرةً من المصنَّفاتِ مِن مكتبتهِ الخاصَّة. ويبدو أنَّ أهل «عمر حَمَد» كانوا في غفلةٍ عن حقيقةِ ما كان يُعانيِهِ إبنهم مِن ملاحقةِ السُّلطاتِ الطُّورانِيَّةِ الحاكِمة له؛ إذْ ذكر الأهلُ لرجال الشُّرطة هؤلاء أنَّ «عمراً» تَوَجَّه إِلى دِمَشق(3). نشط رجال التَّحري في سعيٍّ حثيث لهم للبحث عن «عُمَر حَمَد» في دمشق؛ ولمَّا لم تتمكَّن عمليَّات التَّحري والاستقصاء من الإشارةِ إلى أيِّ سبيلٍ يَدُلُّ على «حمد» ورفاقهُ في دمشق؛ فإنَّ السُلطة الطُّورانِيَّة التُّركيَّة أصدرت حُكماً غِيابيَّاً بإعدامهم؛ وأَمَرَت جُندَها بالبحثِ عن كلِّ واحدٍ منهم وإحالته، عندَ القبضِ عليهِ، إلى سجنِ «الدِّيوان العُرفي» في مدينةِ «عاليه» في «جبل لُبنان».
الشيخ طاهر الجزائري
عاش «عُمَر حَمَد» في دمشق أوَّل الأمر، متستِّراً في أحد فنادِقها، غير أنَّه سرعان ما فوجئ برجال الأمنِ يُحيطون بمبنى الفندق؛ فما كان منه إلاّ أن توجَّه، خِفيةً، إلى منزل جماعةٍ من معارفه البيارتةِ، المقيمين في دمشق. وبقي «عُمَر حَمَد» في ضيافة هذه الجماعة حوالي أُسبوعين؛ ثمَّ، وكما يبدو، وبمساعدةٍ من الشَّيخ «طاهر الجزائري»(4)، استطاع «عمر»، ورفاقه «العْرَيْسي» و«البساط» و«الشَّهابي»، الخروج من دمشق، والتوغُّل، سيراً على الأقدام، في القرى. ويبدو أنَّ «عُمَر حَمَد» نجح في تضليل رجالِ الشُّرطَّة بتغيير زيِّه، وارتداء لزيِّاً بدويَّاً، والقيام بالحَدْوِ والإنشادِ، ليبدو وكأنَّهُ بدويٌّ يتجوَّل مع رفاقه من قرية إلى سِواها. وكان أن وصل «حَمَدٌ»، ورفاقه هؤلاء، إلى «مَدائنِ صالِح»؛ وهناك، وفي محطَّة القطار الحديدي، كان لهذه المجموعة أن تُصادفَ فرقة من رجال الشُّرطة، ولعل ارتباكاً أصاب المجموعة المتنكِّرة بالزّي البدويِّ؛ فما كان من «عبد الغني العْرَيْسي»، في تلك اللَّحظة، إلاَّ أن بادَرَ إلى التَّحدُّثِ مع رفاقه، باللُّغة الفرنسيَّة، عن خُطَّةٍ للهربِ، اجتهاداً منه كي لا يفهم رجال الشُّرطة موضوع الخطَّة؛ وما كان من رجال الشُّرطة هؤلاء، إذْ سمعوا كلاماً يدور، بين هؤلاء «البدو»، باللُّغة الفرنسيَّة، إلاَّ أن يظنُّوا انَّهم أمامَ أناسٍ يتبعون للمخابرات الفرنسيَّة، وفرنسا لم تكن إلى جانبِ تركيَّا في تلك المرحلة؛ فألقوا القبضَ على «عُمَر حَمَد» ورفاقِهِ؛ وحين إنكشفت حقيقة شخصيَّاتهم لرجال الشُّرطة، جرى اقتياد مجموعة الرِّفاق هؤلاءِ، مخفورين، إلى «الدِّيوان العُرفي» في مدينة «عاليه».
تتضمَّن أخبار «الدِّيوان العُرفي» موضوعاً شديد الحساسيَّة، أشار إليهِ «أحمد حمد»؛ وهو موضوع، شديد الأهميَّة، لا بُدَّ من البحث فيه بتعمُّقٍ ورَوِيَّة وموضوعيَّة. يقول «أحمد حمد» إنَّ «عبد الغني العْرَيْسي» عمدَ، إبَّان اعتقالِهِ مع «عمر حمد» و«توفيق البساط» و«عارف الشَّهابي» في «عاليه»، إلى إفشاءِ بعضِ أسرارِ الجماعةِ؛ الأمرُ الذي يُمْكِنُ أنْ يكونَ قد ساعَدَ التَّحقيقَ، الذي كان يَجري في «الدِّيوانِ العُرفي»(5). ولعلَّ «عُمَر حَمَد» كانَ يُشيرُ إِلى هذا الأمرِ، في آخرِ قصيدةٍ قيلَ أنَّهُ نَظَمَها قَبْلَ عَمَلِيَّة الشَّنق، واصفاً فيها حالَه في سِجنِ «الدِّيوان العُرفي»؛ وقد بَعَثَ «عُمَر حَمَد»، بهذه القصيدة، وقتذاكَ سِرَّاً، إلى صديقهِ الشَّاعر «بَشير يَموت» في بيروت. يقول «حمد» في القصيدة:(6)
عقَّني صَحبي وكُنْتُ لَهُم
في الرَّزايا أَطْوَعَ الخَدَمِ
عمركَ الرَّحمنُ أَيْنَ هُم
يَوْمَ جلت بينهم غممي
كانَ عقدُ الوُدِّ مُلْتئماً
غَادَروهُ غَيْــــــــــــــــــرَ مُـــــلْتَئِمِ
أَبْعدوني طَوْعَ داهِيَةٍ
طـــــــــــالَ مِنْ أَرْزائِها أَلَمي
فانْثَنــــــــــوا عَنِّي كَأنَّهُم
صحَّةٌ فَرَّتْ مِــــــــــنْ السَّقَمِ
ثمَّة من يناقش هذا الشَّأن، الذي يُشار به إلى «عبد الغني العْرَيْسي»؛ فيرى أنَّ الرَّجلَ حاول تضليل التَّحقيقِ، بإعطاء معلوماتٍ غير دقيقة وعامَّة؛ وقد أشار «جمال باشا»، في كتابه «إيضاحات»، إلى مسألة اعترافات «عبد الغني العْرَيْسي» هذه، كما تحدَّث عنها «الأمير مصطفى الشَّهابي»، في بحثٍ له بعنوان «القوميَّة العربيَّة»، وعرض لبعض جوانبها، كذلك، «ناجي علُّوش»، في تقديمه «لمختارات المفيد»(7)؛ غير أنَّ البحثَ في موضوعِ هذا الشَّأن، المتعلِّق بـ «عبد الغني العريس»، ما بَرِحَ، حتَّى اللَّحظةِ، طِفْلاً؛ وما انْفَكَّ يتحدَّى الباحثينَ عَنْ الحَقيقةِ بموضوعِيَّةٍ ونُضج عِلْمِيَّين.
يَرْوي «أحمد حمد»، فيما يرويهِ، أنَّ التُّهمة التي وُجِّهت إلى شقيقه «عُمَر»، من قِبَلِ مُحقِّقي «الدِّيوان العُرفي»، كانت متعلِّقة بـ «بالقصيدة» التي نظمها أخوه شامتاً بسقوط «حزب الإتِّحاد» في الانتخابات السَّابقة؛ علماً أنَّ هذه «القصيدة» سبق أن جرى نشرها قبل أربع سنوات من ذلك الوقت. ويبدو أنَّ الحقيقة تكمُنُ في أنَّ «عُمَر حَمَد» كان واحداً من المجموعةِ التي ناهضت سياسة «الإتِّحاديين»، قبل نشر «القصيدة» وبعد ذلك؛ وأنَّ موضوع «القصيدة» كان أحدَ الأمورِ التي ضمَّتها إضبارة اتِّهام «عُمَر حَمَد»؛ أو لعلَّ «القصيدة» كانت الجُرم السِّياسي الظَّاهر، الذي لم تَجِدْ سلطات التَّحقيق سواه لمحاكمة «عُمَر حَمَد»؛ إضافة، كما يُذكَرُ في لغة التَّحقيق السِّياسي، إلى ما قد يُعزى إلى «حمد»، من قِبَلِ جهاز التَّحقيق، من نشاطات أخرى.
يبدو أنَّ «عُمَر حَمَد» أَصَرّ على مواقفه أمام هيئة التَّحقيق، في «الدِّيوان العُرفي»؛ وهذا ليس بغريبٍ على فتىً يتوهَّجُ ثورةً وصدقاً؛ فما كان من المحقِّقين إلاّ أن استمرُّوا في سجنه ومعاودة التَّحقيق معه. ومع هذا، فقد سُمِح لأهله بزيارته، إبَّانَ الأيَّام الأخيرة من سجنه؛ فزارته والدته، ورأت فيه إصراراً على مواقفه؛ ولم تلبث أحكام الإعدام أن صدرت، وسيق «عُمَر حَمَد» إلى مدينته بيروت، وتحديداً إلى «ساحةِ البرج»، ليجري تعليقه، حتَّى الموت، على حبل المشنقة.
مشت ثُلَّةٌ من المحكوم عليهم بالإعدام شنقاً، من قبل «المجلِس العُرفي» وبتوجيه من «جمال باشا»، صباحِ يوم الاثنين الواقع فيه السَّادس من أيَّار من سنة 1916، إلى «ساحة البُرج» في بيروت. كان «عُمَر حَمَد»، من بين أفراد هذه المجموعة، ومعه الشَّيخ «أحمد طبَّاره» و«عبد الغني العْرَيْسي» و«سعيد عقل» و«بترو باولي» و«توفيق البساط» والأمير «عارف الشَّهابي» و«جورج موسى حدَّاد» و«سيف الدِّين الخطيب» و«محمَّد حسين الشَّنطي» و«سليم الجزائري» و«أمين محمَّد حافظ» و«جلال البخاري» و«علي الحاج عمر»(8).
كان الجو حماسيَّاً، كما يبدو، في الطَّريق إلى أعواد المشانِق؛ إذْ ظلَّ المحكومون على ثورتهم ورفضهم لحكم الإتِّحاديين وتصرفاتهم. وبرباطة جأش جابهت، كَوْكَبَةُ المحكومين جلاَّديها؛ وبإبتسامةٍ هازئةٍ نظر «المحكومونَ» إلى حَبْلِ المشنقة. أمَّا «عُمَر حَمَد»، فيبدو، وكأنَّه كان حاديَ مَوْكِبِ الشَّهادةِ، كما كان حادِيَ موكبِ رفاقه في زيِّهم البَدَويّ، في «مدائنِ صالِح»، عِنْدَ محاولَتِهِم الابتعادَ عن أَيْدي رِجال التَّحقيق.
تذكَّر «عُمَر حَمَد»، وهو في طريقه مخفوراً إلى «ساحة البرج»، ليستقبلَ فجرَ شهادتِه، قصيدةً له نَظَمها إبَّانَ وجودِهِ في «الكليَّة العُثمانيَّة الإسلاميَّة»؛ فأخذ ينشدُ أبياتاً مِنْ هذهِ القصيدةِ؛ ويبدو أنَّ رِفاقَهُ، في تلكَ المجموعةِ المتوجِّهَةِ إلى عالَمِ الشَّهادةِ، شاركوه الإنشادَ؛ وما بَرحت أصداءُ تلكَ الأبياتِ تتردَّدُ مِنْ لَحْظَتِذاكَ، على أَلْسِنَةِ النَّاسِ، وما انْفَكَّ معظمهم يذكرون أبيات «عمر حمد» على درب الشَّهادة:
نَحْنُ أَبْناءُ الأُلـــــــــــــى
شـــــــــادوا مَجْداً وعُلا
نَسْلُ قحطانً الأَبِي
جَدُّ كُلِّ العَرَبِ
ولعلَّ الجُند حاولوا إسكاتَ «عُمَر حَمَد، ومِن الواضِح أنَّ «عمراً» أَبَى السُّكوتَ، وهوَ في مشوارِهِ الأخير، فأصرَّ على الإنشاد. ويبدو أنَّ الجُند ضربوا «عُمَر حَمَد» بِأعقابِ بنادقِهِم، فَسالَت الدِّماءُ مِن رأسِهِ وجَبْهَتِهِ على صَدْرِهِ، قَبْلَ أنْ يَصِلَ إِلى عُودِ المشنقةِ؛ ويُشيرُ شقيقُهُ «أحمد حمد» أنَّهُ لمَّا رأى «عمراً»، بَعْدَ تنفيذِ الشَّنْقِ، كانتِ الدِّماءُ قد غَطَّت وَجْهَهُ وقَميصَه(9).
قضى «عُمَر حَمَد، فتىً في مطلعِ العُمْرِ وريعان الشَّباب، في حوالي الثَّانية والعشرين من سني عمره؛ قضى شهيداً، وهو في بداية التُّعرُّف على الحياة، وما كان قد عرف منها إلاَّ أنَّها ساحةَ كفاحٍ معيشيٍّ، وميدانَ نضالٍ فكريٍّ وفضاءَ أحلامٍ بالعِزَّةِ والكرامة. قضى، ابن بيروت، هذا، وهو يَصْدَحً بالشِّعر، مُنادِياً بالعروبةِ وعزِّ الإسلام. غادر الحياة في عُمْرٍ، يستعدُّ فيه الآخرون لمواجهة الحياة. وترك «عمر حمد»، في عُنقِ الوطن وتاريخه وتاريخ بيروت و»الكليَّة العثمانيَّة الإسلاميَّة»، أمانةَ هي حكاية شابٍّ حالم، ثائر، مناضل، مجاهد، عصاميٍّ، مؤمن بعروبته؛ كما ترك أمانة عن حكاية شاعر، ما إن بدأ تغريده يصدح، حتى أطبق عليه الصَّمتُ الأسود.
هوامش:
1 – الحكيم يوسف، بيروت ولبنان، ص. 165.
2 – العْرَيْسي عبد الغني، مختارات المفيد، ص. 14.
3 – حمد عمر، ديوان الشهيد، ص. 131.
4 – طاهر بن صالح بن أحمد بن موهوب السمعوني الجزائري، سوري الجنسية ومن أكابر العلماء باللغة والأدب في عصره، توفي سنة 1920؛ وهو شقيق «سليم الجزائري» الذي كان من كبار ضباط الجيش العثماني، وانتهت حياته شهيداً من شهداء السَّادس من أيار سنة 1914.
5 – حمد عمر، ديوان الشهيد، ص. 132.
6 – حمد عمر، ديوان الشهيد، ص. 106.
7 – العْرَيْسي عبد الغني، مختارات المفيد، ص. 16ــــــ 17.
8 – الحكيم يوسف، بيروت ولبنان، ص. 238.
9 – حمد عمر، ديوان الشهيد، ص. 133.
رئيس المركز الثَّقافي الإسلامي
*نقلا عن صحيفة اللواء اللبنانية