أدب وفن

إكتفاء ذاتي ابعد من السوريالية …/ قصة قصيرة/ بقلم الشاعرة سمية تكجي

إكتفاء ذاتي ابعد من السوريالية …


تركت الكتاب جانبا …و تنفست عميقا كي ارتب بعض الأفكار في رأسي ، لقد اذهلتني تلك المصورة و لقطاتها غير المألوفة …!! و انا على هذه الحال و اذا بقوى غامضة تقودني نحو المرآة …
نظرت في وجهي ، ثمة تجاعيد في اماكن ضيقة جدا …قرات تعويذة سرية ، هي أغنية من الطفولة كانت تدندنها أمي عند سريري قبل النوم … فتحولت المكواة الضخمة الى مجسم ضئيل امسكته بأصبعين و مشيت فيها على الخطوط هدهدتها فاستراحت …
ثم سمعت عصفا و حلبة اصوات زجاج يتهشم اجتاحتني الخيبة و هطلت دموعي بغزارة ، ثم نهضت فجأة ، و سألت نفسي : لماذا لا اوفر هذا الهطول لأيام القحط؟ تناولت من الصندوق الطبي كيسا بلاستيكيا معقما و الصقته بحنان تحت العيون فامتلأ ، و بت املك مصلا صديقا يعرفني حين يجتاح دمي شعور شديد التعقيد …
عدت الى المرآة مرة ثانية ، و نظرت مليا إلى رموشي الملتصقة بفوضى …
عاودني الدوار و بدأ يلح على راسي هذا السؤال : لماذا لا تتمتع العيون بنظام إضافي للفتح و الإغلاق ، و لماذا تكون رموشنا الى اعلى ؟
و تذكرت على الفور عبارة تسويقية للرموش الإصطناعية : ” اذا كانت الحياة قصيرة ،فلماذا لا تكون رموشنا طويلة ” وإذا بي أتحدى نفسي و أرغب ان اتفوق على هذه العبارة ، وضعت يدي على رأسي و طلبت المساعدة ، فجاء الإمداد سريعا ، و باتت رموشي مطواعة ،مرة الى أعلى و اخرى الى اسفل … و بعد حين …صار بإمكاني ان استخدمها كستائر واقية من شدة اللمعان ، او من رؤية أي شيء لا أحبه …!!!
هنا أصابتني نوبة النيكوتين و تناولتها . ..
لفافة التبغ مصدر الهام لا تنضب حرائقه … شفتاي الحدود و الخط باتجاهين والدخان ذهابا و ايابا … و حرائق على مدار الساعة…الى ان نشب حريق كبير … ما زال في ذاكرتي رجل الإطفاء الذي اكلته النيران على مراحل، لكنه لم يمت و لكن تكور و تكثف حتى تمكن ان يطفىء النار من اعمق نقطة …من جذورها …نعم هو يدخل في الأفواه …!!!
ما زلت أمام المرآة … بدأ يهزني صوت بعيد ثم بدا يقترب اكثر و أكثر …انها الساعة التاسعة …رن المنبه …!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى