رحلة جلجامش / نزار حنا الديراني *

رحلة جلجامش
لان الشمس في وطني حين تغيب
تجر سقوطها نحو الانكسار
فتبدو لي كمقاتل يجر أذياله نحو المغيب
ولأن الشعب في وطني
مخدر بالشعارات
ومعلق على الجدران بالمسامير التي صلب بها المسيح
والنسوة ! يقلن للطفل
هذا ما يريده الله
فأصبح الله في وطني هو القاتل والسارق والمغتصب
والسلاطين !!!
جميعهم يفعلون ما يأمرهم الله الذي يختفي
في عقولهم
لذا بدت الشوارع والقرى في وطني
خالية الا من المصلوبين
والسلاطين
والشياطين المؤلهة القادمة من وراء الحدود
وأصوات تدعوا المشلولين للبحث عن الخلود
والآخرون يرمقوننا كوننا مرضى
فيحقنوننا بعشرات الأبر
والشعارات المزيفة والوعود
ولان الشمس في وطني حين تغيب
تبدو كعجوز يجر أذيال عمره نحو المغيب
ولأننا لا زلنا نرى الدبابيس التي علقنا بها على الجدران لذا أصبح الحديث في وطن المهجر يدور
عن حفلات العزوبية
ويوم الحنة
والعرس
ويوم العماذ
والميلاد
والتقاليد
والمساكين من أبناء وطني
ينساقون وراء تجار العادات
فيحلبونهم
ويجلدونهم
ليجعلوا جيوبهم خفيفة
وهم يصلون للرب ، ويقولون :
خبرنا كفافنا اليوم
والمستقبل هو كما رسمه الله لنا
يوم ولدنا
ولأن التعليم في وطني
كانت الثعالب تجره الى المغيب
لذا ترانا نتسابق في بلاد المهجر
للفوز بجائزة الـ بيشن ( التعوق)
او بمنصب “الكير”
لذا ترانا نتفاخر لان حكومات المهجر
تحقق لنا المقولة القائلة (للطيور رزق في السماء ) وأبناء وطني في الداخل
يظنوننا لعازر
لذا فهم لا يكفون الطلب
لنرطب شفاههم بأصبعنا الملوث بالهزيمة