قصيدة الشاعر بسّام موسى “لِمَ البكاءُ على الأحباب إنْ رَحلوا”
لِمَ البكاءُ على الأحباب إنْ رَحلوا
فالأرضُ ملكُهُمُ ، والعيشُ والأجَلُ
هُمُ الكرامَةُ إنْ عَزَّتْ لأُمَّتنا
همْ سُلَّمٌ من صدى الأمجادِ، همْ أَمَلُ
هُمُ الخُيولُ التي صحراؤها كَلأتْ
مُنْ خَبِّها ، وَكَبا مِنْ زَهوِها طَلَلُ
هُمْ مُخمَلُ البَرقِ ،قَصَّ الغيمُ مَعطِفَهُ
مِنْ وَمضِهِ ، فَزَها في بَطنِه حَملُ
وَهُمْ شواطئُ آلامٍ ، بَرازِخُها
لِمِعصَمِ الآهِ في أيَّامهمْ قُبَلُ
حاكوا عباءتَهمْ مِنْ جُرحِ شَهقَتِهِم
على تخومِ الضُّحى نُورٌ ، وَهم رُسُلُ
تَأَبَّطوا ظَمأَ الأضلاعِ ، لا وَدَعاً
إنْ قَهقَهَ الموتُ ، لا يَنتابُهُم وَجَلُ
في غَزَّةَ العِزِّ عاشوا في أَكُفِّهمُ
نُزْلُ الرياحِ ، على أكتافهم حَمَلوا
مِنْ آخِرِ الحُزنِ أحلاماً مُخَثَّرَة _
الرؤى لِعُربِ انطفاءٍ ، دينُهُم هُبَلُ
يقاسمونَ صُراخَ اللّيلِ ، غُصَّتَهُ
يُنَكِّسون ظِلالَ العَتْمِ إنْ فَعَلوا
وَيَسكُبونَ أيادي الرابضينَ على
ثَغرِ الجِهادِ لًِتَحلو عندَهُ الجُمَلُ
مِنْ ياسمين الجوى، من سَروِ أُمنيتي
هُويتي النصرُ ، إسمي في الأُلى بَطَلُ