أدب وفن

قراءة في رواية الكاتب عبد الحليم حمود “وهم الأنا”بقلم الشاعرة ناريمان علوش

كمن يقفل باب الحلم، أغلقت رواية “وهم الأنا” وبدأت بقراءة رموزها والبحث عن دلالات كل حرف عبَرَ مخيّلتي. …
ما بين الخير والشر.. ما بين القدر الذي يدسّ رغباته في كأس الحياة.. ما بين الغواية التي ترتدي أبهى حللها والرغبة التي توسوس في صدر العفة لتستنطق تفاصيل الجسد.. ما بين غريزة الإنسان والمكتسبات التي تحوك شخصيته وطباعه..
ما بين الشمس التي تشرق في دواخلنا لتمدنا بالنور والحكمة والضمير الذي يعيد تنسيق الألوان على جسد الحكايا.. …
ما بين السلام والوفاء والحكمة والفرص التي تعبر في قوافل الصدف…
أشعل الكاتب عبد الحليم حمود عود ثقاب داخل الأنا وصبّ حقائقها قي وعاء اللامنطق محاولا ترجمة الذات المتأرجحة بين الواقع الظاهر والواقع المكنون، ففرش المحرمات على بساط السؤال متخطيا حدود الجرأة، ماسحا الضباب عن الأنا كمن يقشّر أثواب الحقيقة ويرفع ظلال الغموض عنها..
في هذه الرواية يحاول الكاتب تصوير الإنسان على أنه ضحية الشرائع والأديان والتقاليد التي اعتبر أنها حقد اجتماعي موروث فألبسها تهمة الشيطنة..
كما اعتبر أن الشيطان غير مسؤول عما يقوم به البشر، ولا الإنسان مسؤول عن قدره.. فلكل انسان شيطانه الفطري الذي يتجسد بال “هو” حسب تحليل فرويد.. إذا الإنسان وسلوكه هما نتيجة.. نتيجة لكل الأزمان السابقة..

في الحقيقة “وهم الأنا” ليست رواية بقدر ما هي مرآة للذات وصدى لصوت الأنا… هي إبرة تفقأ عين السر ودبوس يشكّ خد اليقين..
وعلى الرغم من الجرأة الفائضة التي يتغذى عليها الورق في هذه الرواية لكن التجرد أحيانا يجعلنا نرى الحقائق اكثر نقاء ووضوحا..
وفي الختام أعترف أنني سأعيد قراءة أنايا في هذه الرواية مرات أخرى وسأعيد الكتابة عنها كلما فككت لغزا جديدا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى