أدب وفن

ماسحُ الأحذيةِ/ بقلم الشاعر حسن علي شرارة

ماسحُ الأحذيةِ
ابتسمْ في غفلةٍ مِنَ الدّنيَا كأنْ مَا بكَ شَيءٌ
كأنّ أمَّكَ لم تلدْكَ في المكانِ ذاتِه حيثُ تمسحُ الأحذيةَ
كأنَّ حبلَ سُرّتِكَ لم يبقَ مرميًّا في الشّارعِ حتّى أكلَهُ كلبٌ شاردٌ
ابتسمْ في غفلةٍ منَ المارّة كأنَّ لكَ مدرسةً تتهجَّى فيهَا الحياةَ
لا طريقًا تتهجَّى فيهِ يأسَكَ، كأنّك لم تتعرّفْ إلى يديْكَ وقدميْكَ
وما لبثْتَ أنْ نسيتَهُمَا حينَ حلَّ عليكَ كلُّ هذا السّوادِ
كأنَّ هَذا الشّارعَ سيحملُ اسمَكَ حينَ تموتَ
ويقفُ المارّةُ على روحِكَ دقيقةَ صمتٍ
ابتسم فالطّريقُ ليسَتْ للمارّةِ وحدَهُمْ
اضحكْ طويلاً طويلاً لينسوا أسماءَهُم، ولونَ جلدِهمْ، ووجهاتِ سيرِهمْ
ويشعرُوا لوهلةٍ أنَّ بهمْ شيئًا، وأنّهُمْ وُلدوا هُنا حيثُ تمسحُ أنتَ أحذيتَهمْ
ابتسمْ فأنتَ سَيّدُ هَذا المَكانِ، وهمْ يَعبرونَهُ إلى رحيلِهم ِالمستَمرِّ وعقدِهمِ السَّاطعةِ
وواصلْ جمعَ نقودِك كلَّ ليلةٍ، علّكَ تحصلُ عَلَى بعضٍ مِنْ غدٍ كُتبِ باسْمِكَ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى