باقة من قصائد الشاعر عصمت حسّان

النظام
حين النظـامُ مقامرٌ
ومرابي
والساحُ مرجٌ موكلٌ لدوابِ
والممسكون العدلَ
أبخس ذمةٍ
من عاهرٍ مجهولة الأنسابِ
والأرضُ جاريةٌ بحضنِ خليفةٍ
ورثَ البلادَ
مراوغٍ متصابي
والناسُ قطعانٌ ترومُ حظيرةً
علفاً ومرعى
في حقولِ ذئابِ
والقابضون على البلاد
لصوصُها
من بابها المخلوعِ للمحرابِ
حين العدالةُ لعبةٌ
ملعونةٌ
وقضاتها كدمىً مع النصّابِ
والسارقون حصانةٌ وأمانةٌ
والبائعونَ الناسَ
نسلُ كلابِ
والمغمضونَ عن الخراب
عيونهم
كانوا الرقيبَ وحارسَ الأنصابِ
فاعلمْ بأنَّ الأرضَ صارت مومساً
والأرضُ لا تسمو
بحكمِ قحابِ
وادركْ بأنّ الشرَّ أصبحَ شرعةً
والحقُّ ممنوعٌ
من الإعرابِ
إنّها ليست بلادي
ضحكةٌ من ثغر أمّــي
والدي يمشي على ظلّــي
وأوراقي
مِــدادي
فرحة الأطفالِ في بيتــي
حفيدي يرسمُ الشّــباكَ
شمسـاً
إخوتي
جهدي
جهادي
كلها حتماً بلادي
كرنفالُ النورِ في حقلي وكرمي
أخضرُ الكفّينِ
سعيي واجتهادي
واشتعالُ الأرزِ بالترتيلِ
مئذنةٌ على صدري
وناقوسٌ
وترنيم المنادي
كلها حتماً بلادي
نكهة التفّاحِ
عنقودُ الأماني
طعمة العناب والتين وأسراب المعاني
قهقهاتُ النهرِ
همْسُ الفجرِ حين بلمسةِ الأشواقِ يمسحُ عن دروب الناسِ
أشباحَ السوادِ
لحظةَ الطحانُ يُومي للرغيفِ البكرِ
كنْ خيراً وفيراً للعبادِ
والفراشاتُ التي حولي حروفٌ
من سواقي الضوء
قنديلُ الفؤادِ
كلها حتماً بلادي
كيف صرتُ اليوم أجهلني وأغفو
والمدى قفرٌ
وحقلٌ للجـرادِ
والرياحُ الهوجُ
قد صارت حصاناً
للخفافيش التي اغتالتْ
جوادي
والوجوه السمرُ غربانٌ
وبؤسٌ
والزؤانُ المرُّ قمحٌ
للفسـادِ
أفتحُ الشبّاكَ لا ألقى شموساً
كلّ هذي الأرض
في ثوب الحِـدادِ
جفّ ريقُ النهرِ
واحترقتْ ورودٌ
أصبحَ البستانُ قحطاً كالبوادي
إنها ليستْ بلادي
بلاد نائمة
بعضُ القصائدِ
آثمــهْ
تأتي على بحرِ المودةِ
والحروفُ ضليعةٌ في الأسر
أقفاصُ المشاعرِ ظالمهْ
تتوسّدُ الأنسامُ جمرَ حريقِها
وتظلُّ تحترفُ الشموسَ
لكلِّ أرضٍ حالمهْ
تتوالدُ الأشجارُ من أحلامها
وتَطُلُّ صحواً
للمجازِ الهشِّ
في زمن العقولِ الغائمهْ
بعضُ القصائدِ
يستقيلُ الصمتُ في أرجائها
لتظلَّ صرختُها :
القيامةُ قائمهْ
هي في اقترافِ الفعلِ
أقسى صفعةٍ
من كلّ ردّاتِ الفعالِ الهائمهْ
هي تحفرُ الجدرانَ تبحثُ عن مدى
للحقّ
في هذي البلادِ الغاشمهْ
وتمارسُ الإعجازَ
في هذيانها صحوُ السنونو
والفصولُ القادمهْ
هي تتقنُ الصبرَ الجميلَ
ولعبةَ الإسراءِ قبل العتمِ
ترتيبَ البلاغةِ
والسكوتَ
وكيفَ ترضى بالجراحِ الكاوياتِ
وتستعيرُ الجرحَ
كي تبقى الحقيقةُ سالمهْ
هي تكتبُ الثوراتَ قبل رحيلها
وتكونُ ريحاً في الرمادِ المرّ
تصنعُ ما يشاءُ الشعرُ والعصفور
تمتشقُ النوافذَ والبيوتَ
وتقتفي الآمالَ
ما كانت بيومٍ نادمهْ
بعض القصائدِ
آخرُ الصرخاتِ في هذي البلاد النائمهْ
رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه