آراء بورخيس الحاسمة ،حول الأدب الحب ،العمى، الديمقراطية، النسوية…
على طول حياته الشاسعة و التي تميزت بالشهرة ، لقاءات و حوارات كثيرة شارك فيها بورخيس ، و كان يحب العودة إلى المواضيع التي يحبها: الأدب كمصير، الحب ، الصداقة ، الليبرتارية و التواضع
عن الحب و الصداقة
الصداقة لا تحتاج إلى تكرار التواجد لكن الحب نعم…الصداقة يمكنها الإستغناء عن التكرار …لكن الحب لا يمكنه ذلك ، الحب مليء بالقلق و الظنون، يوم غياب سيكون صعبا جدا . انا لدي أصدقاء مقربون جدا و لا أراهم سوى مرات معدودة في السنة على سبيل المثال بيوي كاسارس(BIOY CASARES) لا اراه سوى مرات معدودة و مع ذلك نحن صديقان حميمان ، و لدي أصدقاء مقربون قد رحلوا من هذه الحياة .
عن الكتابة
في الجوهر انا: هو ما كتبته في كتابي الأول ” حماسة بيونس آيرس ” fervor de buenos aires ” الذي كتبته عام 1923 في هذا الكتاب موجود كل ما كتبته لاحقا ، فقط ما هو بين السطور ، هو يخصني وحدي ، كما الكتابة السرية بين سطور الكتابة العلنية . كل ما كتبته لاحقا هو اني أعدت كتابته و لكن في شكل شاسع و أكثر غنى ، و أكثر متفرعات ، الآن يمكنني أن اتباهى أنني كتبت نصوصا تمتلك صلاحية واحدة أو أخرى شعرا….و ماذا يريد الكاتب أكثر من ذلك …
انا حين أكتب ،افعل ذلك مدفوعا بحاجة حميمة، لا أكتب لجمهور النخبة أو لحشد الحشود ، احاول ان افعل ذلك بالشكل الأكثر بساطة و بكلمات عادية بمتناول الجميع .
أنا أملك في عقلي حكاية رائعة و ربما تكون الأجمل ، لكن لن ابوح و اتكلم بشيء عنها ، الأشياء التي نتكلم عنها كثيرا لا نكتبها .
انا عندما ألمح الأشياء في البداية….لا أعرف أن كان ما سأكتبه سيكون نثرا أو شعرا …هذا يأتي لاحقا.
البداية و النهاية اعرفهما عندما ابدا الكتابة و لكن ما بينهما هو عملية الخلق و الإكتشاف ، بينما كثير من الكتاب يعرفون فقط البداية .
الإنفعال و الشعور هما أساسيان في عمل الكتابة و الإبداع الجمالي ، من العبثية التصديق انه بالإمكان صناعة القصائد , النتيجة ستكون كأنها معملا، بدون مشاعر و انفعال لا يمكن الكتابة و لن تكون بحاجة كي تكتب …أنا أكتب من أجل التنفيس…!!! فالأدب عندي ليس لعبة كلمات …
أحب قراءة أعمال الآخرين عدة مرات ، ما كتبته انا قراته مرة واحدة ، حاولت تصحيحه ثم تركته خلفي ….ألفونسو رييس(Alfonso Reyes) قال لي : ننشر كي لا نقضي العمر ، نصحح مسودات ، ننشر كي نتحرر من النص .
عن السأم
يقول بورخيس : أحب أن استمر في وجود الآخرين ، أعني انا أقبل الخلود طالما يؤمن لي نسيان هذه الحياة ، أنا لا أحب دوام التفكير في بورخيس ، أنا سئمت منه …!!!
عن الشهرة
أن تكون مشهورا برأيي هي خطأ جسيم ، كل ذلك ينتمي إلى وهم الدنيا ، قال كيبلينك: الفشل و النجاح كلاهما مخادع و لا أهمية لكليهما ، و علينا أن نعرف سبيل المواجهة في كلا الحالتين …لا أحد يفشل كثيرا و لا أحد ناجح جدا …
اذا نجح شاعر أن يبقى حيا في سطر …ذلك سوف يرضيه و كل ما تبقى سيكون مسودات لهذا السطر ، و أن اصبح هذا السطر جزءا من اللغة – مثلا في حالتي- و نسوا أن من كتبه هو شاعر من امريكا الجنوبية ولد في بيونيس آيرس 1988 يكون أفضل ، أنا أطمح أن أكون مجهولا ، هذا يكون أعلى مراتب المجد . .
(يتبع)
ترجمة:سمية تكجي/ المصدر: Infobae
