وتبقى حرقة القلب على شعب لبنان العظيم….
اليكم مُرفقًا لوحة من عشرات اللوحات والإعلانات المُنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان والتي يتداولها مُعظم روّاد هذا العالم الافتراضي الذي لم يعد افتراضياً لأنه يعكس بحقّ صورة وحقيقة واقع المجتمعات ومشاكلها….وهي تُظهر كما غيرها كم هو مُقلق وصعب وضع هذا الشعب اللبناني العظيم … وكم هو بحاجة لحملات توعية وتشجيع للثورة على موروثاته وعلى زعاماته التقليدية التي أهانته وأفقرته وجوّعته وكم هو بعيد – بعد كثيراً – عن طريق التغيير والخلاص الحقيقي الذي يتخبَط فيه مما جنته يداه أصلًا وفصلًا لأنه سكت طيلة أكثر من أربعين سنة
وقد كنت أفضّل ألّا أعلّق على هذه المنشورات لكنني مُجبر من باب واجبي الوطني والإنساني أن أقول لكل بابا وماما، ولكل شاب وصبية ولكل كهل، بلا ما تنتظروا أربع ساعات لتعبّوا ب عشرين الف ليرة بنزين وتتشحشطوا وتتمرمتوا على الطرقات وبالشمس والحرارة….. ليش ما بتتمشّوا كلكم ، – نعم كلكمو- من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال ومروراً بكل قرى الشوف وجبل لبنان والبقاع وبيروت…صوب قصورهم وحصونهم وثكناتهم وفيلّاتهم وأمام المقرّات والإدارات الرسمية والمراكز والمؤسسات وما بتفلّوا من هونيك وانتظروا هونيك تحت الشمس لا مشكل- قبل ما يركبوا الفاسدين – كل الفاسدين، الفاشلين، المنافقين والخونة- وبلا ثياب- في مراكبهم المطاطية أو ترموهم في كهوف وغرف سجن رومية المعفّنة وإذا أمكن محاكمتهم وتعليق المشانق لهم لا مانع ولا ضير في ذلك، أو ترموهم في البحر او في مكبّات الزبالة والمحارق والكسّارات اللي زرعوها في كل ديرة وحي ومنطقة…أم أنكم ألِفُتم هذه الحالة وأصبحتم مُدجّنين، مُخدّرين، صامتين عن قول كلمة الحقّ والحقيقة وهي الكلمة التي أوصت بقولها كل المواثيق والسنن الدولية وكل الأديان السماوية وطبعاً منها الإسلام والمسيحية اليهودية الحقيقية…
والأنكى من كل ذلك أن البعض ممن لا تعجبهم كلماتي يُرسل رسائل التهديد والوعيد ويستبسل في الدفاع عن هذا الزعيم الفاسد المُتسلّط أو ذاك مُعتقداً أنه بتهديده أو وعيده سيُعيد عقارب التاريخ إلى الوراء مُتناسياً أن أهل العزّة والكرامة لا يخافون ولا يهابون الذئاب الشاردة والأزلام والمُرتزقة والمنتفعين الذين انتهى زمانهم لأن زمن تغيير المُعادلات آتٍ لا محال وأنهم ذاهبون معهم الى حيث هم ذاهبون او محشورون معهم حيث هم محشورون…
د طلال حمود- ملتقى حوار وعطاء بلا حدود