الحروف البكر
ما كنتُ فرداً أنا
جزتُ الشذى عددا
بي ألفُ نهرٍ
وأعطي نبعَها مددا
حبري فراتٌ
وأقلامي معلقةٌ في سدرة الوعدِ
كنتُ الغيثَ لو وعدا
لو أيَّ أرضٍ أنا صادفتُ ظامئةٍ
أسيلُ نبعاً
جرى عشقاً
سرى أبدا
أرمّمُ القحطَ بالأشواقِ لاهبةً
وأرتقُ الهمسةَ الميساءَ
والجسدا
كلّ البحار أنا دمعي
يُملّحها
ولا أسامحُ لو حزني غدا زبدا
ولو أردتُ أنا أعطي
حلاوتها
لما أحبُّ أكونُ الشهدَ والرغدا
منحتُ للشعر أحلامي
فوقعنها
ومدّ نحو كنوزِ الحالمين يدا
أثار في العطر آياتٍ
بلا ســندٍ
وكانَ يلقى برمشٍ عاشقٍ ســندا
قد مرّ دهـرٌ على مهدي
وأشرعتي
وكنتُ رغمَ مشيبِ المشتهى ولدا
طفولةُ النبضِ خلتني
على سفرٍ
وكان قلبي مدى الآمال قد وردا
أنسنتُ بالشعرِ صمتَ الصخرِ
فاعتشبتْ
فيهِ التلاوينُ
لمّا للهوى سجدا
وجئتُ للماءِ أعطي كلّ نورسةٍ
آهَ المحبينِ
حتى اجْمرَّ
وابتردا
ما كنتُ فرداً أنا
قد كنتُ قافلةً من أطهر الطيرِ
أعطيتُ الرياحَ صدى
وخانني العمرُ
حينَ الوقتُ خاتلني
فكنتُ رغمَ الحروفِ البكرِ
لا أحدا.
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه
