شجر الهمس
زرتُكِ أمسْ ..
من غيرِ ميعادٍ سيدتي
قدْ زرتُكِ أمسْ
وجلبْتُ معي
باقاتٍ من شعرٍ مُترفْ
بعضَ الأزهارِ اليانعةِ
بعضَ الأحزانِ
وبعضَ اليأسْ
ألقيْتُ على بابِكِ حزني
وقطعت بلا شفقٍ أذني
وسكبْتُ ضجيجا زلزلني
وكسرتُ الكأسْ
أفرغتُ النبضَ المتجافي
وقتلت عناكبَ .. قد سكنَتْ
أغوارَ النفسْ
في الزمنِ الصاخبِ .. سيدتي
تحلو الأحلامُ الصيفية
وولائمُ عشقٍ صوفية
تحلو الأنسامُ
يطيبُ الهمسْ
بايعتُ عيونَك
في زمنٍ
عاري الإحساسِ..
موبوءِ النبضةِ .. سيدتي
مخمورِ الرأسْ
ولَكمْ أسعدني
أن ألقى
في دوْحِ غرامِكِ
بعضَ الأُنسْ
أن ألقى طيورا حالمةً
تلتقطُ أريجَ الشعرِ فتاتْ
تتموسق .. بين الكلماتْ
تتراقصُ طربا
وتردِّدُ ..
أنشودةَ عُرسْ
وتجنّحُ شغفا ..
رغم الريحِ
ورغمَ الخوفِ
ورغمَ الضجرِ السائدِ
نحْوَ الشمسْ
تقبسُ ..
من وهجِ الحبِّ طيوفا
وتعودُ ألوفا
تغرسُ في القلبِ الخالي
حُلما صوفيا
فيطيبُ الغرسْ
لا أذكر.. كيف تلاقينا؟!
لا أذكر أينَ؟
لا أذكر إلا قطوف الحلم المتدلِّي
من شجرِ الهمسْ
