في المحبة
المحبة تضمكم الى فكرها كآهات سوسن
تعجنكم بماء خمرها فتعلي بُعدَكم
تبذُرُكم على جودِ أرضِها
فتنبِتَ خيرَكُم
تطرحُكم من سنابلها لتظهر طُهركم
ترفعكم الى موائدها كسيل فضة
كشمس من أتون صاهرة
تعيدُكم الى ذوات الفكرة تلك التي منها إنبثقتم
وتلك التي كُتِبَت لكم منذ الازل
توقِعُكم الى خيلها كفارس الليل
كشُعَبِ برقٍ سَلِمَت
تودِعُكم في لباس الاحترام
لا تنفكّ تدور حولكم
تداوي جرحكم وتشفي سقمكم
تذيب كرهكم بآهات
وتليّن قلوبكم ببسمات
وتسمو بكم تسمو بكم
الى الساحات
حيث تثور بكم لتغدو
رموزاً من الطهر وبَعدُ
رموزاً للخالدات …
المحبة لا تعرف وعداً
ولا تقطع عهداً
سوى ما ينبع من عمقها
لا تعرف بُعداً ولا تصرف سهداً
في غير محلّها
لا تطلع درباً ولا تركض نزولاً
ولا تسير في خطٍّ ملتوٍ
لا تبسط جناحاً ولا ترتفع علواً بل تكتفي بما لها
لا تأنس بما ليس لها
وبما ليس منها
المحبة أطوارها شرقية
أهواؤها غربية
أسماؤها حرّية
وحكمة دهرية وسماح
كتابة
أكتبُ على السحب
بضع كلمات
فتهطلُ نِعَماً على البشر
اكتب باليمنى
فتمحوها اليسرى
غضباً
أكتبُ بأفكاري
لتنضوي أسراري
في صفحات
ان كتبت بأفكاري
فأين تنضوي الكلمات
أفي صفوفٍ صفوف
او تقبع على الرفوف
او تأبى الظروف
لتُسعِدَ الصفحات
ما زلت أدور في فلكها
تغازلني وأغزلها
تعاندني وأتبعها
ألُفُّ معطفي ببريقها
وأناملي بمساحيقها
كي لا تبتعد عن فكري
ولكني ما زلت أدور وأدور
خلف سبع بحور
منها بحور الماء
والهواء والشعور
ومنها بحور الشعر
في السدور
لتعني او لتغني
آفاق الدهور
زر الذهاب إلى الأعلى