أدب وفن

“أطلال الخرائب ” / بقلم الشاعرة سامية خليفة

أطلال الخرائب

وطني..هل أمسيت مجرد ذكرى
وطني
يا نسمة العطر الزكي
تضوع مسكا في رحاب مخيلتي
تبدد عثرات الذاكرة
ترمي بحجارتها بعيدا
إلا شاهدة قبر
كتبوا عليها اسمك ألبسوها رداء الواقع
نعم
دفنوك
وطني
إن كان في الصاعقة افتداؤك
فأهلا بك مقتلي

السراج ها هنا
قد ذابت ذبالته
لكن النار فيه لا تنطفئ
مازالت تحوم حولي تبحث عن موقد لها
فكان قلبي لها الموقد
قلبي يحترق
لينال ما أصابك ولو بقدر

وطني
اعلم أن روحي دوما
ستسائل الفيافي عن هديل المعاني
عن وجهك الذي
يكاد أن يختفي
ليستقر
في مرايا السراب

سأطرح السؤال المختفي
عن وسائل التعبير
والتواصل والإعلام
عن الشاشات والحكايا
فأنا لم يقتلوا بي
حرية الرأي
أسألك وطني
من قتلك ؟
من نحرك من الوريد إلى الوريد؟
هل بوهلة الغفلة
كنا عنك غائبين ؟
وعن أحداثك صامتين
هل تخلينا عن جلودنا المتشققة
واكتسينا طراوة جلود
حديثي الولادة
هل تزيننا بحلوم الأطفال
وتنصلنا عن مهام الحكمة
هل كنا لك غير مستحقين؟
وطني
ليت كل ما يدور حولنا
ليس أكثر من أضغاث أحلام
العقل ما عاد يحتمل
كيف للعين أن تصدق
أبين ليلة وضحاها
تتحول الورود
إلى أشواك؟

وطني
أخاف عليك من غروب أخير
من فجر يحكم الإغلاق
يسافر
ولا يعود
هو حتما لا يدرك أن شمسك تشرق من بين حنايا روحي.
يا وطني في غدرات الزمن
شرخ كبير أصاب الحقائق
دمر الثقة
جعلنا في أصقاعك مختلفين
بين واع يندب حظه في قدرته على الإدراك
وآخر
لم يعثر بعد على عقله
وآخر يتبع إلها ابتكره
يقدس فيه جهله
الكل سيرتشق
ميتا وهو حي
بين أطلال الخرائب
قم وطني
هناك من يغتنم الفرص…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى