أدب وفن

قراءة في بوهيمية للشاعرة ميراي شحادة حداد

غلاف ديوان “بوهيمية “للشاعرة ميراي شحادة حداد

سمية تكجي ماجد

“بوهيمية “… لا تحب القيود حالمة ثائرة و زاهدة في آن هي إبنة الحرية بامتياز …
اعادني عنوان “بوهيمية” إلى أغنية من الستينات أحبها كثيرا لتشارلز أزنافور و كلمات جاك بلانت la boheme .. …وأتخيل المرأة في لوحة الفنان التشكيلي و النحات الفراتي المبدع تتمايل على أنغام هذه الأغنية بفستانها الفضفاض و المزركش كثياب الغجر…!!!

من كلمات اغنية ازنافور:
” البوهيمية, البوهيمية كانت تعني أنكِ جميلة…
البوهيمية, البوهيمية كانت تعني أننا مبدعون…”

و هكذا نستشف من خلال بعض سطور هذه الكلمات كم هي النفس البوهيمية زاهدة في الماديات …كم هي تحب الحياة البسيطة العميقة المعاني و كم فيها تنحاز إلى الفن من أجل الفن …و هكذا شاعرتنا تعانق حرفها و تلبسه تجدد صلتها الروحية به كلما صلى القصيد….

لا أغالي هي إمرأة شاعرة تمسك بيدها الورد و القمح معا و تعبر الفصول … وقع حروفها …حتى و انت تقرأها سوف ترى ميراي امامك تقرأ بنبرتها الواثقة الحساسة و لسوف تحس بصوتها حين يعلو .ينخفض .يتهدج .. … ….أما الحب فله المساحة الاكبر . بالنسبة للشاعرة ميراي شحادة هو القوة التي تجعل للحياة معنى … صدق الشعراء الذين قالوا ” الشعر هو أن تحب ” فهي لا تقبل بحب عادي أبدا . و لأن منزلة الحب عند الشاعرة تبلغ هذا السمو . فإن لوعة الحب و الفراق و الغدر تكون عنيفة بالقدر الذي يليق بهذا الحب…و هل أجمل و أفضل من الشعر لغة تشرح حالات الحب و تلحق برسم بيانه المتحرك بلا هوادة طالما في الحياة نبض …!!!
هي المهندسة التي تهندس و تكتب
كي يكون العالم حولها أجمل و هكذا شاعرتنا تصنع العلاقة بين الاشياء فتجعلها كينونة و كذلك تعقد في الشعر لقاء بين الفكرة و الشعور و العاطفة و اللغة ..
قصائدها مزيج من خلطة شهية من الفرح و الحزن لا يعرف نسب مقاديرها إلا هي …هي التي لم تجد بديلا من الفقد إلا أن تكون قوية …هذا الفقد الذي اخرج ما في اعماقها ربما هي نفسها لم تعِ انه دائما كان موجودا… و هي كل يوم كما تفعل العصافير مع صغارها …تغذي قوتها من قوة الحب للآخر و الإنسان …!!!

الشاعرة ميراي شحادة حداد و الكاتبة القاصة سمية تكجي ماجد

كاتبة و قاصة لبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى