أدب وفن

أحجار بيروت

توفيق شومان

أحجار بيروت
توفيق شومان
لي ذكرى مع كل حجر من أحجار بيروت
أمام كل بناية فيها التقيتُ صديقا
من كل مكتبة اشتريتُ صحيفة أو كتابا
كتبتُ في كل جرائدها
مشيتُ وموج بحرها عمرا لم ينته بعد
في أغلب مقاهيها مازالت آثار أصابعي معلقة على فناجين القهوة
في نوبة حب أحصيتُ خطواتي من ساحة البربير إلى شارع الحمراء
وفي نازلة عشق عددتُ أرقام السيارات من ساحة البرج إلى الأشرفية
عشتُ آخر أعوام عشتروتها
ورافقتُ كل سنوات سبيها و حرقها بين جهنم وجحيم
لي حبيبتان : جدتي وبيروت
باكرا وجدتُ صلة الوصل بين زرقة عيني جدتي و بين زرقة بحر بيروت
ولا مرة فصلتُ بين حبال شمس بيروت الشقراء و بين جدائل شعر جدتي الأشقر
لي حبيبتان : جدتي وبيروت
كم كان صعبا أن أشهد موت الحبيبة الأولى
كم هو أصعب أن أشاهد موت الحبيبة الثانية
في روحي يسكن حجران :
حجر من قبر جدتي
وحجر من طرقات بيروت .

كاتب و باحث سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى