أدامستور*/ آنا لويزا أمارال/ ترجمة خالد الريسوني
في ذلك الزمن كان ثمَّة نوعٌ من الشمس،
كانت على سطح الماء،
وكنتُ أنا في أعماق البحر
وكنتُ أرى ذلك السُّطوعَ دون أن أعلم أنها الشَّمْسُ،
مجرّد خطّ منتشر كانَ يضيءُ
أمكنة من الأبد
كنتُ أنا أسكنُ أعمق الأعماق،
فيه تسطع
عتمتي
مرسوماً بين الطمي والحجر والكابوس،
كنت أنا الكابوس
وبعدُ كنتُ لا أزال غير عارف ما أستطيع أن أكون
غذاء لأشعار وأحلام،
ألسُنٌ جديدة
تتحدَّثُ عن وهداتٍ
لقد ابتدَعوني هنالك،
في ذلك الزمن،
في هذا الصِّنفِ من الشمس
والمداعبة لا تَصِلُ إلى أن تقولَ جسداً،
وجسدي كان من حجر
في تحوُّلٍ
وسمَّوْني جسداً،
وجعلْتُ نفسي جسداً،
وسمَّوْني وحلاً،
وصار الحجر في جسدي وحلاً،
ووهبوني شعراً،
وفماً، ونظرةً
فَنظرْتُ من الأعماقِ،
من أعمق الأعماق التي كنتُ أعِيشُ فيها،
وصرختُ، مكشوفاً،
وعارياً وجَبَّاراً،
فَسَمِعَنِي
البحرُ
لكن ما انبثق منه، عميقاً،
كان الجزء منّي
الذي لم يكن شيئاً
والآخرُ، الذي لا أعرفه،
ذاك الذي لا صوت له
بقي في الظلماتِ
بعدُ ينتظرُ أن يتم ابتداعه.
- أدامستور: شخصية أسطورية ابتكرها الشاعر البرتغالي لويس دي كامويش في ملحمته “اللوسيادا” (1572)، وهو يمثّل رمزا لقوى الطبيعة التي كان يجب على الملّاحين البرتغاليّين التغلّب عليها خلال رحلاتهم البحرية الاستكشافية.
- العربي الجديد 29 اغسطس 2022