شيرين أبو عاقلة : موتها أكّد حياتها، ورحيلها ثبّت بقاءها، وصمتها أعلن خلود صوتها، وسكونها قدّّس حركتها
الشاعر أنور الخطيب
لا شيء، ولا حتى إرهاب الاحتلال الهمجي، وكل ترسانته العسكرية، ستحول دون إطلالة هذا الوجه الصبوح، كل يوم وساعة ولحظة، لينقل لنا رعونة التاريخ ودجل الأساطير وسلام التماسيح والضباع. لا شيء سيمنع روح شيرين من التجوّل في أزقة المخيمات وشوارع المدن المحتلة، باسمة ضاحكة صارخة لاعنة باصقة على كل مدّعي حريّة الرأي وحصانة الإعلامي في جبهات القتال، وعلى كل المروّجين للسلام الشاذ، وكل المنادين بإمكانية التعايش مع القتلة المتوحّشين صالبي الأنبياء وحارقي النرجس والزيتون. ستواصل شيرين إطلالتها، وسنراها في كل الرسائل الإعلامية القادمة من الأرض المحتلة، في كل وجوه الإعلاميين والإعلاميات.
موتها أكّد حياتها، ورحيلها ثبّت بقاءها، وصمتها أعلن خلود صوتها، وسكونها قدّّس حركتها.
ستبقى صرختك تدور مع هواء بلادي يا شيرين،
وسيلقي عليك الضوء سلامه في كل صباح،
ستقبّل العصافير عينيك، سيتداخل أنينك الأخير في صدى الأغنيات والقصائد،
وسيُبعث دمك المعطّر في كؤوس الجوري، ليراك العشّاق في كل عرس.
سلّمي على الشهيدات والشهداء من بلدي، وقولي لهم: سأنقل الآن رسالتي الحقيقية.
لك ولكل الشهداء والشهيدات مجد الخلود