أدب وفن

فلنبرئ الله من خرافاتكم وإسقاطاتكم وتاويلاتكم التي لم تعد تناسب التغيرات الفكرية والمكانية والزمانية…

الدكتور علي نسر

قرأت وسمعت غير مرة أن الله أغرق سفينة التايتانيك عقابًا لصانعها الذي تحداه بأنها لا يمكن ان يغرقها الله لقوتها… فيتبادر إلى ذهني العديد من التساؤلات. هل فعلا قال صانع التايتانيك ذلك ام من اختراعات البشر التي تندرج ضمن روايات وإسقاطات يصدقها الناس وتصبح مقدسة كغيرها من خرافات حيكت عن الأنبياء والخلفاء والأئمة فصدقتها الأجيال وتغلبت على الكتب الدينية الأساسية؟ السؤال الأصعب: هل الله سفاح وقاتل إلى هذا الحد حتى يميت المئات من مختلف الطبقات والأيديولجيات والاعراق ممن على متن السفينة ليعاقب فردا كان بإمكانه أن يقطع لسانه ويشل يده وهو يصنع سفينته ويتفوه بذلك لو كان يتدخل في هذه الجزئيات الأضيق على قدرته اللامتناهية؟ ألم يتخل الله عن قوله وأمره ونهيه بأن لا تزر وازرة وزر أخرى إن كان قد فعل ذلك؟
نعم يا سادتي، هذا بعض وجزء من حب الدب لصاحبه الذي يجعله يقضي عليه غباء وحبا دون منطق حين يضرب وجهه بكل ما أوتي من قوة لضرب ذبابة على عينه فيهشمه…
الموضوع يكمن في إعادة القراءة للأقاصيص الواردة في القرآن التي استمدت من التوراة مرة ومن اساطير يعرفها الناس قائلين (إن هذه إلا أساطير الأولين)… لأن عدم القراءات المتجددة يجني على الله والكتاب والدين إذ تلتقي قصة تدمير السفينة بمن فيها مع تدمير الأقوام والشعوب لمعاقبة اناس معينين ورسخت في اللاوعي الجمعي ان هذا فيه حكمة الهية فأظهروا الله وكأنه قاتل مجرم لا يميز بين من يستحق العقاب ومن هو بريء.. إذ لم يحدثنا أحد بتبرير منطقي عن مصير الأطفال بعد تدمير عاد وثمود وسدوم وقوم لوط وقوم نوح حيث من بقي مع اهله العاصين حمل مصيرهم غرقا وحرقا..

الله ليس بقاتل يا ذوي الحب الأعمى الذي لا يقبله الله الذي يبشر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه… فلنبرئ الله من خرافاتكم وإسقاطاتكم وتاويلاتكم التي لم تعد تناسب التغيرات الفكرية والمكانية والزمانية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى